في خواطرنا كلامٌ لا نجرؤ على قوله، لكنّه ينبض داخلنا بكل قوة، كأسرارٍ دفينة في أعماق البحر. قد يظل صامتًا حينما يُسأل، لكنه يعبر عن نفسه في كل نظرة، في كل إشارة، وفي كل لحظة تجلٍّ. قد يكون هذا الكلام أكثر صدقًا من كل ما يُقال بصوت عالٍ، وأعمق من كل الحروف المنطوقة، لأنه ببساطة يتقاسم الوجود مع من نفكر فيهم دون أن نعرف كيف نكتبهم.
هل تسمعين هذا الكلام الذي لا يُقال؟ إنه حديث العيون، ودندنة الهمسات، وخفقان القلب حين يكون بعيدًا عن الكلام. إنه الجمال الذي ينمو في الصمت، ويكبر في اللحظات التي نعيشها دون أن نحتاج لشرح.