إلى من تحملُ صورتها بين ضلوعي، وتسكنُ الحروفَ في فؤادي:
أكتب إليكِ هذا البريد كما يكتب العاشق الذي يعترف بحبه دون أن يطلب جوابًا. هو اعترافٌ غير معلن، لكنه معترفٌ بكل نبضةٍ من قلبٍ لا يعرف إلا أنتِ، ولا يلتفت إلى شيء سواكِ. ليس في كلماتٍ تقال، ولا في أزمنةٍ تجلب الحروف، بل هو شعورٌ يظل مستمرًا حتى وإن كانت المسافات بعيدة، حتى وإن كانت الأوقات تتبدل.
أنتِ كما أنتي، لا أحتاج أن أصفكِ بالكلمات، لأنكِ موجودةً في أعماقي، كالنجم الذي يضيء لي كل ليلٍ طويل، لا يطاله الزمن ولا تُخفيه السُحب. ومع كل بُعدٍ بيننا، يبقى هذا الضوء ثابتًا في سماء روحي، ينير دروب أفكاري.
أريدكِ أن تعلمي، أنني لا أكتب إليكِ للبحث عن جواب، بل لأنني أريد أن أسجل لكِ في هذه الكلمات اعترافًا خفيًا، أسطره بالحب. سألت نفسي مرارًا، كيف يمكن للحب أن يتسع بين سطور؟ فوجدت أنه لا يمكن للروح أن تكون إلا في المكان الذي اختارته، وهذا المكان هو قلبكِ. حيث تسكنُ روحي وتغني كل لحظة بأمل.
أنتِ وحدكِ تعرفين كيف يتحول الصمت إلى لغة، وكيف تُترجم الأحاسيس إلى مشاعر لا يمكن لمسكها، لكنني أعيش تلك المشاعر كل يوم. لا أحتاج لتفسيرها، فالحب أعمق من أن يُقاس بالكلمات.
إلى أن نلتقي، سأظل أكتب لكِ في كل حرفٍ أرسله إلى الهواء، في كل نسمةٍ تهب عليّ، وفي كل شروقٍ يرسم وجهكِ في خاطري.