وبعد:
أيُّها الإخوة الأعزاء:
المرء بفضيلتِه لا بفصيلته
، وبكماله لا بماله، و بآدابه
لا بثيابه، وبأخلاقه لا بِجماله
، المرء من حيث يُثبِت لا من
حيث يَثبُت؛ ومن حيث يوجد
لا من حيث يولد.
حَسَنُ الأدب ذو قرابة ولو عند
الأجانب، وسيئ الأدَب أجنبي
ولو عند الأقارب.
قد يعجب الكثيرون من اختياري
الحديثَ عن هذا الموضوع
بالذَّات - أي: (الذَّوقُ) -
في ظل ما تُعانيه الأمَّة
من نكبات، بل قد يعتبِره
الكثيرون أمرًا ثانويًّا.
وليس الأمر بِهذه البساطة التي
تجعلنا نسْتَتْفهُ الحديث
عنْه؛ لأنَّ الذَّوق عنصر
هامٌّ من عناصر السُّلوك
الحياتيِ، سواءٌ ما كان بين
الإنسان وربِّه، أم بين
الإنسان وأخيه الإنسانِ
من علاقات وصلات شتَّى