الأشعــــة

منذ اكتشاف الأشعة السينية أو أشعة اكس على يد الفيزيائي الألماني رونتغن قبل اكثر من مائة عام، وعلم الأشعة في تطور مستمر وسريع، خاصة في السنوات الثلاثين الأخيرة، وكان لاستخدام الأشعة أثر كبير في البشرية في مجالات تشخيص الأمراض المختلفة، مما سهل كثيرا على الأطباء، سواء بالنسبة للتشخيص او بتحديد العلاج المناسب كمرحلة تالية للتشخيص.
واليوم لم تعد الاشعة مجرد تلك الصورة السوداء التي تظهر بها ظلال بيضاء، بل تنوعت واختلفت أجهزتها وأصبحت هناك أشعة تشخيصية، وأخرى علاجية، وأصبحنا نسمع عن الاشعة فوق الصوتية، والرنين المغناطيسي، والاشعة المقطعية، ومسميات كثيرة تمر علينا دون ان نعرف كنهها او استخدامها ومدى فائدتها أو اضرارها المحتملة، وهذا ما نحاول تسليط الضوء عليه من خلال هذا الملف.

يوضح استشاري الاشعة التداخلية في مستشفى مبارك الكبير، والاستاذ المساعد في جامعة الكويت، الدكتور طارق سعود سنان، ان الإنسان يتعرض للاشعاع من مصادر مختلفة طبيعية، سواء كانت الشمس، الأرض، الجو او مصادر أخرى مثل الاشعاع الطبي. وتختلف كمية الإشعاع من دولة الى أخرى.
وبالإضافة الى ذلك، هناك بعض المهن التي تتطلب كمية مضاعفة من الإشعاع، ومنها عمال المناجم، الطيران وأطباء الأشعة، ولذلك تم سن تنظيمات وقوانين للتحكم في نسبة الإشعاع التي يتعرض لها الأفراد وخاصة في المجال الطبي (الطبيب والمريض على حد سواء).
ويقول: كل فحص أشعة طبي يعطي جرعة مختلفة من الإشعاع، على سبيل المثال: الأشعة العادية تحتوي على جرعة تساوي 0،02 ميلي سيفرت 0.02msv بينما أشعة الصدر المقطعية CT Scan تعطي جرعة مضاعفة ب200 مرة!
كذلك هناك جداول تحسب بصورة تقريبية الجرعة الإشعاعية لمعظم الفحوصات الطبية والنووية.
ولذلك يحرص طبيب الأشعة على أن يكون الفحص المطلوب للمريض هو الفحص الأمثل للتشخيص، وبأقل جرعة اشعاعية ممكنة. على سبيل المثال من الافضل الاستعانة بالسونار إن أمكن في حالات معينة بدلا من الأشعة المقطعية، حيث ان السونار لا يحتوي على اشعاع. وحماية المرأة الحامل والجنين من الجوانب المهمة في مجال طب الأشعة.
ومن الأسئلة الروتينية في هذه الحالة سؤال المرأة عن احتمال وجود الحمل عند عمل الفحص الإشعاعي، مع تأجيل الفحص إلى أول عشرة إيام من الدورة الشهرية في حالة عدم التأكد. وكل ذلك حماية للجنين من مخاطر الإشعاع.
ومن المهم أن نضع في الاعتبار انه عندما تتطلب الحالة الصحية للمرأة الحامل عمل فحوصات إشعاعية، وتكون ضرورة ملحة لتشخيص حالة طارئة، فإنه من الأفضل موازنة الأمور وعمل الأشعة، حيث أثبتت الدراسات ان معظم الفحوصات (حتى المقطعية) تعطي جرعات صغيرة جدا للجنين لا تحدث تشوهات جنينية.
وقد حددت الهيئة العامة للحماية من الإشعاع KRP الحد الأدنى للإشعاع الذي يمكن أن يتعرض له الجنين ب100 ميلي جراي. ويمكن ملاحظة أن معظم الفحوصات المذكورة لا تصل الى هذا الحد.
أما بالنسبة للأطباء العاملين في مجال الأشعة، فهناك قوانين كثيرة للحماية من الإشعاع:
أولا: قياس نسبة الإشعاع بجهاز ال 'تي إل دي' شهريا لكل طبيب.
ثانيا: مبنى الأشعة وجدرانه مصمم بطريقة تمتص الأشعة وتمنع وصولها للأماكن المحيطة.
ثالثا: الفحص الطبي الدوري للأطباء العاملين في مجالات معينة مثل الأشعة التداخلية التي تتطلب التعرض لفترات طويلة عند عمل القسطرة والمناظير وما شابه.

القبس الكويتيه