حقوق وعقوق الوالدين

أولى الإسلام عناية خاصة للأسرة والمحافظة عليها من خلال تحديد الحقوق المترتبة على أفرادها تجاه بعضهم البعض كي تصان الأسرة لأنها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع. ونجد ان القرآن عظم مكانة الوالدين لأنهما حجرا الأساس في بناء الأسرة وتنشئة الأجيال.
وقد قرن الله تعالى وجوب التعبد له بوجوب البر بالوالدين في الكثير من الآيات منها قوله تعالى 'وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا' وفي السنة النبوية أكد رسولنا الكريم ان عقوق الوالدين هي من اكبر الكبائر وربط بين حب الله ومغفرته وبين حب الوالدين وطاعتهما وقد اعتبر التسبب في شتم الوالدين من خلال شتم الولد للآخرين كبيرة من الكبائر تستحق الإدانة والعقاب الأخروي ثم ان البر بالوالدين لا يقتصر على حياتهما فيستطيع الابن البر بوالديه من خلال تسديد ديونهما والدعاء والاستغفار لهما. والإسلام لم يربط حقوق الوالدين بقضية الدين وضرورة كونهما مسلمين بل اوجب رعاية حقوقهم حتى لو لم يكونوا مسلمين.
وبالنسبة لعقوق الوالدين فقد حرم الله عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوفيق لطاعة الله عز وجل لما في ذلك من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الأرحام والآثار السلبية لمن عق والديه هي التعرض لسخط الله وعدم قبول الطاعات والتعرض للفقر والأولاد الذين يسيئون التصرف مع آبائهم سيقابلهم أبناؤهم بالمثل والعقوق يورث الذل والمهانة ويصبح الابن منبوذا من المجتمع.

القبس