بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم رحمتك نرجوا ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،
وأصلح لنا شأننا كله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أما بعد:
الوقفة الأولى مع قسوة القلب
لقد تطاول البعض بقسوة قلبه على من يحمل اسم الجار ، أو من له حق الجوار ، أو أخوة الدين ،
فآذوا وأبدوا أعراضهم للشتم ، وكشفوا سوءاتهم للسب جراء قسوتهم ، كما فعل النبي
صلى الله عليه وسلم مع من جاء يشكو إليه قسوة جاره ،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق ))،
فانطلق فأخرج متاعه ، فاجتمع الناس عليه ، قالوا : ماشأنك؟
قال : لي جار يؤذيني ،
فجعلوا يقولون : اللهم العنه ، اللهم أخزه ،
فبلغه فأتاه فقال: ارجع إلى منزلك ، فوالله لا أوذيك. أخرجه أبو داوود وابن حبان .
فلله كم من قاسي القلب ، تودي به قسوته إلى ماترون ،
وهل تأتي القسوة إلا بمثلها أو بأقسى منها ،
عُرِض على أحد السلف فرس جواد ،
فقال: لمن حوله : لما يصلح هذا الفرس؟
قالوا: نغزوا عليه العدو،
قال: ألا إنه يركبه الرجل فيهرب عليه من الجار القاسي .
لقد انساق فئام من الناس مع قسوة القلب ، فلم يستمعوا لواعظ ، ولم يستجيبوا لناصح،
آذانهم كالأقماع ، وقلوبهم كالحجارة ،
أين هم من قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( ويل لأقماع القول ، ويل للمصرين )) رواه البخاري