[align=center]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم رحمتك نرجوا ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،
وأصلح لنا شأننا كله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أما بعد:
الوقفة الخامسة مع قسوة القلب
شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه
فقال له امسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين ) رواه أحمد.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قيل : يارسول الله : أي الناس أفضل؟
قال:( كل مخموم القلب ، صدوق اللسان )
قيل: صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟
قال: ( التقي النقي ، لا إثم فيه ولابغي ولا غل ولا حسد ) رواه ابن ماجه.
إن من لان قلبه كان أصيل الرأي ، علِيَّ الهمة ، رفيع المقصد ،
باعثاً في نفسه اللينة روح النخوة ، وإباء الضيم ، ومحبة القريب والبعيد ،
في حين إن لِينه لم يبرح سامعاً ، وقدره لم يزل موافقاً،
إن اللين والدعة كمال في طبيعة المرء ، وتمام يرقى به ، ويكون حيّاً نابضاً بالحب والرأفة ،
التي عزَّت وأعوزت في غير ما مجتمع:
ولم يُرَ في عيوب الناس عيبٌ = = = كنقص القادرين على التمامِ
إنه ليس أروحُ للمؤمن ، ولا أطرد لهمومه ، ولا أقرَّ لعينه ،
من أن يعيش لين القلب غير قاسي، مبرأ من وصمة الضغينة وثوران القسوة ،
قسوة القلب داء عياء ، وهو في الوقت نفسه داء منصف ، يفعل بالقاسي كما يفعل بالمقسي عليه،
وما أسرع ما يتسرب الإيمان من القلب الغليظ ، كما يتسرب السائل من الإناء المثلوم،
إن من هذه حاله حريّ أن يكشفه الله على رؤوس الخلائق ، فلا يشفَّع إذا شفع،
ولا يستجاب له إذا دعا ، ولا يوفق إذا مضى ،
اجتمع ناس من البصرة إلى إبراهيم بن أدهم ، فقالوا له :
ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟!
فقال: يا أهل البصرة قد قست قلوبكم ، فكيف يستجاب لكم ؟!
عرفتم الله فلم تؤدوا حقه ، قرأتم القرآن ولم تعملوا به ،
ادعيتم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته ، قلتم الموتُ حق ، ولم تستعدوا له ،
اشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم ، أكلتم نعمة الله ولم تشكروه عليها ..![/align]