العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى ضفاف حره
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2008, 11:52 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية أنفال العنزي
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

أنفال العنزي غير متصل


نسمات العيد

كلما جاء عيد تدافعت عند باب قلبي جنود التفاؤل والأمل، تدق عليه مشفقة عليه بعدما أوصد أبوابه من زمن في وجه طوفان الكراهية الجارف، الذي أوشكت أذرعه الخبيثة أن تصل إلى علاقة الأخ بأخيه بتمزقها، وإلى علاقة الأب ببنيه فتكسرها، وإلى علاقة الفرد بذويه وأهله وجيرانه فتفسدها، حتى كادت صورة الزمن الجميل..زمن الحب والمودة والألفة..أن تتلاشى أمام هذا الموج الكاسح الذي فتحتنا له صدورنا، ورحبنا به في بيوتنا، فجرفنا إلى دواماته اللعينة، من فرقة وأنانية وحقد وكراهية.



كلما جاء العيد توارد الأمل الجميل إلى قلبي، بأن الناس سوف يقاومون تلك الدوامات اللعينة التي جرتهم إلى هوة من لها من قرار، وسوف يجتهدون لدرء هجوم هذا الموج للإبقاء على ما تبقى من عبق الماضي الجميل..إذ كان الناس مثل الجسد الواحد..إذ كان الناس مثل البناء الواحد يشد بعضه بعضاً..إذ كان الناس قلباً واحد يضخ دماً صافياً نقياً لكل أعضائه..إذ كان شعار الناس هو الحب، وعنوانهم التسامح، وديدنهم الرحمة.



لقد كان الحب يجمع الناس في ظله بلا سبب ولا مصلحة، وكانت المودة تحتضن الخلق بلا غرض أو هوى، وكانت المشاركة في الفرح والهم فطرة لا تحتاج إلى مذكر، وكان اقتحام مشاعر الناس كبيرة من الكبائر يعاقب عليها المجتمع بلا مرافعة أو دفاع، وكان احترام الصغير للكبير فريضة، وكان عطف الكبير على الصغير خلق وعادة، وكان التزاور بين الناس لازمة وسنة.



وعلى حين غفلة سمحنا لتلك المعاني الجميلة أن ترحل عن أرضنا، وأن تغادر قلوبنا ونفوسنا، بعدما اقتحمت قيم المادة والمصلحة والمنفعة أرضها ومستقرها، فغادرت على استحياء إلى حيث لا نعلم..فمتى نرسل استدعاءً لها حيث تسكن وتقيم؟..متى نرسل إشارة عاجلة نرجو فيها عودتها إلى وطنها وأرضها؟..متى نطهر النفس من براثن الكراهية والأنانية؟؟!!



إن الأعياد فرصة حتى نعود من جديد إلى حيث كنا..فرصة حتى نعود إلى قيمنا الجميلة وعادتنا الأصيلة..وأعرافنا العريقة، فرصة حتى نتعانق لننفض عن كواهلنا غبار الخصام والشقاق، فرصة لنرسم البسمة ونمسح الدمعة، فرصة لنقبل أيدي من كانوا سبباً لوجودنا في الحياة..أب أم شغلتنا عنهما دنيا ومصلحة وزوجة وأولاد، فرصة كي نصافح الجيران الذين يفصلهم عنى شبراً ولم نراهم منذ عام ، فرصة كي نواسى المكلوم ونعطى المحروم..إنها فرصة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. رغم قتامة الصورة فلا زال الأمل يرسم أمامي طريق العودة إلى ما كنا عليه من زمن الحب الجميل، الذي لا يعرف الفروق المصطنعة من غنى وفقر، وقوة وضعف، ووجاهة وحقارة..لكنه يعرف فقط معنى الإنسان.



كل عام وأنتم بخير.







رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir