صَبَاحُكِمَّ مَسَائُكُمّ نَفَحَاتٌ زَهْرَ وَ إِيْمَانٍ
مُنَقَّحَةٌ بِـ رُوْحَ وَرَيْحَانٌ
بِـ شَذَىً الْوَرْدْ الْمُحَمَّدِيَّ
بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
أَفْضَلَ مَا قَرَأْتُهُ فِيْ الْتَفَائُلِ
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّيَ كُنْتُ مِنَ الْظَّالِمِيْنَ
** قَانُوُنٍ الْظَّنِّ **
هُنَاكَ نَاسٌ تُحَدِّثُ لَهُمْ كَوَارِثْ
وَمَصَائِبُ كَثِيْرَةً
وَنَاسٌ تَعِيْشُ فِيْ سَلَامٍ
وَنَاسٌ تَفْشَلُ فِيْ تَحْقِيْقِ أَحْلَامِهَا
وَآَخَرُونَ يَنْجَحُونَ
وَمِنْهُمْ السَّعِيْدَ وَالَشَّقِيُّ
فَأَيُّهُمْ أَنْتَ ..؟!
فِيْ حَدِيْثِ قُدْسِيَّ يَقُوْلُ الْلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
" أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِيَ بِيَ "
هُنَا لَمْ يَقُلْ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلَّا " أَنَا عِنْدَ (حُسْنُ) ظَنَّ
قَالَ : " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِيَ بِيَ "
مَالفِرّقَ ؟!
يَعْنِيْ لِمَا تَتَوَقَّعُ إِنَّ حَيَاتَكَ سَتَصِيْرُ حُلْوَةٌ
وَسَتَنْجَحُ وَسَتَسْمَعُ الْأَخْبَارِ الْجَيِّدَةَ
فَاللَّهُ يُعْطِيَكَ إِيَّاهَا
.. " وَعَلَىَ نِيَّاتِكُمْ تُرْزَقُونَ " ..
( هَذَا مِنْ حَسَنِ الْظَّنِّ بِالْلَّهِ )
وَإِذَا كُنْتَ مُوَسْوِسُ
وَدَائِمَا تُفَكِّرُ انَّهُ سَتُصِيَبكِ مُصِيَبَةٌ
وَسَتُواجِهِكِ مُشْكِلَةَ
وَحَيَاتَكَ كُلَّهَا مَآَسِيِ وَهُمْ وَنَكَدْ
تَأَكَّدَ انَّكَ سَتَعِيشُ هَكَذَا
( هَذَا مِنْ سُوَءِ الْظَّنِّ بِالْلَّهِ )
لَا تُسَوِّيِ نَفْسَكَ خَارِقٌ
وَعِنْدَكَ الْحَاسَّةِ الْسَّادِسَةِ
وَتَقُوْلُ : ( وَالْلَّهُ إِنِّيَ حَسِّيِتْ انَّهُ حَّيِحْصَلْ لِيَ كَذَا )
" الْظَّانِّيْنَ بِالْلَّهِ ظَنَّ الْسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ الْسَّوْءِ "
إِنَّ الْلَّهَ كَرِيْمٌ ( بِيَدِهِ الْخَيْرُ )
وَهُوَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ
وَحُسْنِ الْظَّنِّ بِالْلَّهِ مِنْ حُسْنِ تَوْحِيْدِ الْمَرْءِ لِلَّهِ
فَالْخَيْرُ مِنَ الْلَّهِ وَالشَّرَّ مِنْ أَنْفُسِنَا
أَعْرِفُ أَصْدِقَاءْ حَيَاتِهِمْ تَعِيَسَةُ
وَلَمَّا أَقْرَبُ مِنْهُمْ أَكْثَرُ أَلْقَاهُمْ هُمْ
الْلِيْ جَايْبِيْنْ الْتَعَاسَةِ وَالنَّكَدِ لِحَيَاتِهِمْ
وَاحِدٌ مِنَ أَصْدِقَائِيِ عِنْدَهُ أَرَقُّ مُسْتَمِرٌّ
وَلَمَّا يَنَامُ يَنْكَتِمُ وَيَصِيْرُ مَايِقْدَرْ يَتَنَفَّسُ
لِمَا رَاحَ لَطَبِيبُ نَفْسِيْ قَالَهُ
أَنْتَ عِنْدَكَ فُوْبِيَا مِنْ هَالَشَيْءْ !
وَفِعْلَا طَلَعَ الْوَلَدُ عِنْدَهُ وَسُوَّاسِ إِنَّهُ سَيَمُوْتُ
وَهُوَ نَايِمْ !!
لِيَ صَدِيْقٍ أُخَرَ كَثِيْرَا مَا يُمْرِضُ
وَيُصَابُ بِالْعَيْنِ بِأَسْرَعِ وَقْتٍ
وَمَا يَطِيْبُ إِلَا بِرُقْيَةِ وَ شُّيُوخُ وَكَذَا
يَقُوْلُ إِنَّ نَجْمَهُ خَفِيَفٌ
فًـاكْتَشِفْ أَنَّهُ يَخَافُ فِعْلَا مِنْ هَالَشَيْءْ
وَعِنْدَهُ وَسُوَّاسِ قَهْرِيٌّ إِنَّ كُلٌّ الْنَّاسِ مُمْكِنَ
يصُكُوهُ عَيْنٌ وِيْرُوْحْ فِيْهَا
وَفِيْ قَضِيَّةٌ مَقْتَلِ فَنَّانْةٍ
لَفَتَ انْتِبَاهِيَ قَوْلِ أَحَدِهِمْ عِنَدَمّا قَالَ :
( كَانَتْ دَائِمَا تَشْعُرْ بِأَنَّهُ سَيَحْدُثُ لَهَا مَكْرُوْهٌ )
هِيَ مِنَ ظَنَّتْ بِالْلَّهِ الْسُّوْءَ
فَدَارَتْ عَلَيْهَا دَائِرَةُ الْسَّوْءِ
هُنَاكَ مَقُوْلَةً شَهِيْرَةٌ أُؤَمِّنُ بِهَا كَثِيْرَا :
( تَفَاءَلُوْا بِالْخَيْرِ تَجِدُوْهُ )
وَالْتَّفَاؤُلِ هُوَ نَفْسُهُ ( حُسْنُ الْظَّنِّ )
وَقَدْ يَكُوْنُ الْمُخْتَرَعِ الْسُعُوْدِيّ الْشَّابُّ الْصَغِيْرَ الَّذِيْ
لَمْ يَتَجَاوَزْ الْثَّانِيَةِ وَالْعِشْرِيْنَ مِنْ عُمْرِهِ
مُهَنَّدٌ جِبْرِيْلُ أَبُوْ دِيَةِ
أَحَدٌ أَرْوَعَ الْأَمْثِلَةِ فِيْ حُسْنِ الْظَّنِّ بِالْلَّهِ
فَبِالرَّغمَ مِنْ انَّهُ أُصِيْبَ بِحَادِثٍ فِيْ سِنِّ مُبَكِّرَةٍ
وْبُتِرَتْ عَلَىَ أَثَرِهِ سَاقَهُ
وَفَقَدَ بَصَرَهُ إِلَّا أَنِّيْ شَاهَدَتْهُ أَمْسِ
فِيْ بَرْنَامَجٍ يُذَاعُ فِيْ قَنَاةٍ الْمَجْدِ
وَهُوَ مُبْتَسِمٌ ، سَعِيْدٍ ، مَتَفَاءَلَ
مَازَالَ يَطْمَحُ بِأَنْ يُكْمِلَ تَعْلِيْمِهِ
وَيَحْمَدُ الْلَّهَ انَّهُ أَرَاهُ حَيَاةً جَدِيْدَةً
لَا يَرَىَ بِهَا وَلَا يَسِيْرُ
حَتَّىَ يَسْتَطِيْعَ مِنْ خِلَالِهَا أَنَّ يَزْدَادُ عِلْمَا
وَإِيْمَانا بِحَيَاةِ الْمُعَاقِيْنَ الْمُثَابِرِينَ
وَيَكُوْنَ مِنْهُمْ قَوْلَا وَفِعْلَا ..
وَقَدْ أُخْتُرِعَ مِنْ بَيْنِ اخْتِرَاعَاتِهِ الْكَثِيْرَةِ
قَلْمٌ لِلْعُمْيَانِ
بِحَيْثُ يُمْكِنُهُمْ الْكِتَابَةَ فِيْ خَطِّ مُسْتَقِيِمْ
فَسُبْحَانَ الْلَّهِ
وَكَأَنَّهُ اخْتَرَعَهُ لِنَفْسِهِ !!
أَمْثَلَهُ
إِنَّ أَرَدْتُ أَنْ تَمْتَلِكُ مَنْزِلَا !
مَا عَلَيْكَ إِلَا أَنْ تَتَخَيَّلَهُ
( تَعِيْشُ الدَّوْرُ )
لَا تَضْحَكُ
لِأَنَّ تَحْقِيْقَ الْأَشْيَاءِ
مَا يَصِيْرُ إِلَّا بِالْإِيْمَانِ
تَخَيَّلْ لَوْنُهُ ، جُدْرَانَهُ ، أَثَاثِهِ
تَخَيُّلِ نَفْسَكَ وَأَنْتَ تَعِيْشُ فِيْهِ
وَظِلٍّ كُلُّ يَوْمَ تَخَيَّلْ
وَاعْمَلْ عَلَىَ تَحْقِيْقِ حِلْمِكَ
بِالتَّخَيُّلِ وَالْعَمَلُ طَبْعَا
وَإِنْ حَدَثَ وَأَمْعَنَتْ الْتَخَيُّلِ فِيْ مَكْرُوْهَ
أَوْ حَادِثَةٌ مَا
انْفَضَّ رَأْسَكَ وَابْعَدْ الْفِكْرَةِ عَنْكَ
وَأَدْعُوَ الْلَّهَ أَنْ يُسْعِدْكَ وَيَرْحَ بَالُكَ
فَقَدْ أَوْصَانَا رَسُوْلِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّىَ
الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ قَالَ :
" ادْعُوَا الْلَّهَ تَعَالَىْ وَأَنْتُمْ مُوْقِنُوْنَ بِالْإِجَابَةِ "
وَمَنْ حَسَّنَ الْظَّنَّ بِالْلَّهِ أَثْنَاءَ الْدُّعَاءِ
أَنْ تَظُنَّ فِيْهِ جُلِّ شَأْنِهِ خَيْرا
فَمَثَلَا إِذَا رَأَيْتَ أَحْمَقَا لَا تَقُلْ :
( الْلَّهَ لَا يِبْلانَا )
لِأَنَّ الْبَلَاءَ مِنْ أَنْفُسِنَا
فَقَطْ قَلَّ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ عَافَانِا مِمَّا ابْتَلَاهُ بِهِ .. )
وَهَذَا الْثَّنَاءُ عَلَىَ الْلَّهِ يَكْفِيْهِ عَزَّ وَجَلَّ
بِأَنَّ يَحْفَظْكَ مِمَّا ابْتُلِيَ ذَلِكَ الْشَّخْصُ بِهِ
====
وَلَا تَقُلْ :الْلَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِيْ حَسْوَدّا
قُلْ :الْلَّهُمَّ انْزِعْ الْحَسَدِ مِنْ قَلْبِيْ
وَهَكَذَا ..
وَانْتَبِهْ عِنْدَ كُلِّ دُعَاءٍ
وَتَفَكُّرٍ فِيْمَا تَقَوَّلَهُ جَيِّدَا لِتَكُوْنَ
مِنْ الْظَّانِّيْنَ بِالْلَّهِ حَسَنا
وَإِذَا كُنْتَ مِمَّنْ لَدَيْهِمْ الْحَاسَّةِ الْسَّادِسَةِ
فَرَأَيْتُ حُلْمَا أَوْ أَحْسَسْتُ بِمَكْرُوْهِ
فَافْعَلْ كَمَا أَمَرَنَا الْرَّسُوْلُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
اسْتَعِذْ بِالْلَّهِ مِنْ الْشَيْطَانُ الْرَّجِيْمِ
وَانْفِثْ ثَلَاثا عَنْ شِمَالِكَ
وَتَوَضَّأَ وَغَيْرِ وُضِعَ نَوُمِتْك
ثُمَّ تَصَدَّقَ فَالَصَّدَقَةُ لَهَا فَضْلِ كَبِيْرٌ
بِتَغَيُّرِ حَالٍ الْعَبْدُ مِنْ الْأَسْوَأْ لِلْأَفْضَلِ
وَفِيْ مَوْضُوْعْنَا مِنْ فَضْلِهَا ..
قَوْلٍ الْحَبِيْبُ عَلَيْهِ الْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ :
" الْصَّدَقَةَ تَقِيُّ مَصَارِعَ الْسُّوْءِ "
وَقَوْلُهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ :
" إِذَا أَرَادَ شَيْئا أَنْ يَقُوْ لَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ "
وَلَا يُرَدُّ الْقَضَاءُ إِلَا الْدُّعَاءُ
وَظَنِّيَ فِيْكَ يَا رَبِّيَ جَمِيْلٌ
فَحَقِّقْ يَا إِلَهِيْ حُسْنُ ظَنّيَ
أَخِيِرَا أَسْأَلُ الْلَّهَ إِنَّ يَجْعَلْنَا مِنَ الْسُّعَدَاءِ
فِيْ الْدَّارَيْنِ
وَأَنِّيَ أَرْجُوْ الْلَّهَ حَتَّىَ كَأَنَّنِيْ أَرَىَ
بِجَمِيْلِ الْظَّنِّ مَا الْلَّهُ فَاعِلُ
الْخُلَاصَةِ :
نَحْنُ الَّذِينَ نَسْعَدُ أَنْفُسَنَا
وَنَحْنُ الَّذِيْنَ نتَعِسِهَا
فًـاخْتَرْ الْطَّرِيْقِ الَّذِيْ تُرِيْدُ
" إِمَّا شَاكِرَا وَإِمَّا كَفُورا "
مما رآق لي