...
حديثُ العيون . . و القلوب
إنك لترى الثمرة فتعرف نوعَ الشجرة . . و كذلك النظرة
فنظرك لعين من يلحظك تدُلُّ على قلبه ، أقلب مُـحبً لك أم كاره !!
فالعينُ هي بصمةُ القلب
و العين كالدخان ، فالدخان يدل على نوع النار حسب تغير لونه ، فالنار الناشئة من الخشب يختلف لون دخانها من دخان نار الكهرباء أو البانزين . .
و كذلك نظرات العين و لحظاتها تدل على نوع المشاعر التي تعتري القلب ، فنظرةُ العينِ الكسيرة الباكية تختلف عن نظرة الفرح و السرور . .
فالعين عنوان على ما يُـكنُّـهُ و يُـخفيه كتابُ القلب . .
يقول عبدالرحمن بن يحيى الأندلسي :
نطقت مدامعه بما في قلبه * * و عن الجواب لسانه لا ينطقُ
فكأنه مما يقاسي قلبه * * دنفٌ مريضٌ أو أسيرٌ موثقُ
و كأن الأشجانَ في أحشائه * * لفراقِ أهل الودِّ نارٌ تحرقُ
كيف السلو !! و هل له من سلوةٍ * * من بانَ عن أحبابه فتفرقوا ؟
الدنف :
المريض المشارف على الموت
بان :
افترق
و قال ابنُ الأعرابي :
العينُ تَـنطِـقُ و الأفواهُ ساكتَـةٌ * * حتى تَـرى منْ ضَـميرِ القلبِ تِـبيانا
و هناك حديثٌ آخر أقوى من حَـديثِ العيونِ بألف مرّة . .
حديثٌ تفهمُ منْ خلالِـه ما يُـؤذي حبيبك و يُـؤلمُـه ، ما يُـرضيهِ و يُـسعٍدُه ، ما يَـشتهيهِ و يَـطلبه . .
لكن دونَ أنْ يتكلم بكلمةٍ واحدة ، و ليس هو بحديث العيون ، لأنك بعيدٌ عنه لا تَـراه . . بعيدٌ عنه بجسدك إلا أنَّ روحك مُـتصلةٌ به . .
إنه حديثُ القلوب
رأى ابن عباس رضي اللهُ عنه رجلاً . . فقال :
إنّ هذا ليُـحبُّـني ، قالوا : وما علمك !! ، قال : إني لأحبه ، و الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها إئتلف و ما تناكر منها إختلف
فكم من مرةٍ عرفتً ما يُـريدُ حبك دونَ أنْ يَـنطقَ بشفتيه ، أو حتى أنْ تَـرى عينيه
..
عَـيْـناكَ قَـدْ دَلّـتا عَـيْـنايَ على * * أُمورٍ لولاهُـما ما كُـنْـتُ أَدْريـها
......
شدني واحببت ان تشاركوني فيه