يامن ملكت ثرى العراق بلا شريك ** انا لأحُبك قدر كرهي قاتليك
قد ألصقو بك وصف سفاك الدِماء ** واليوم سفكُ دماء قومك يرتجيك
من بدل الأحوال ياحامي الحمى ** هل أسقط التمثال صفوة تابعيك
هي هكذا الدنيا تبدلُ جلدها ** كعدوك الغازي وكل منافقيك
ياصاحب السلطان كيف أضعتهُ ** وعلى مأصبحت المطارد والدريك
من ذا نصدق عقلنا أم قلبنا ** من ذا نصدق كُرهنا أم كارهيك
هل أوقعوك وأوثقوك في حفرةً ** هل لم تجد أحداً هناك يفتديك
قد أظهروك مهلهلاً ومشتتاً ** كي لايدور في خُلدنا أن نقتفيك
قد أعدموك بيوم نحرِاً عنوةً ** كي يخنق التفكير بعض مماثليك!
ويح العراق ملازماً حجاجهُ ** مذ بدء نشئتهِ إلى ان يلتقيك
هو للطٌغاةِ على مدر تاريخهِ ** شرط الغزاةَ طغاته سل سابقيك
لهفي عليه تقطعت أوصالهُ ** والحقد مزقهُ برغبة خالعيك
جاء الغزاةُ مبررين قدومهم** بإزالة الخطر المؤكد والوشيك
فدمارُ هذا الكون حُزت سِلاحهُ ** وجميعُ شر الأرض قد وجدوه فيك
أخفيت أسلحة الدمار لتعتدي ** ولتبتدي بالأقربين مجاوريك
لهفي على هذا الدمار ووهمه ** الأن بتنا نرتضيه ونرتضيك
لهفي على الشر اللذي بِك كُلهِ ** الخيرُ شرٌك إذ يقاس بشانقيك
جاء الغزاة ليصنعو أنموذجا ** للعدل والأخلاق كل مما يليك
يامن جلبت لأمة العرب الأسى ** يامن أتيت بمُسقطيك ومُهلكيك
هم قد رئو فينا رؤوسً أينعت ** حان القطاف لها ترقب لاحقيك!
الشاعر / عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز أل سعود