بسم الله الرحمن الرحيم
[poem=font="traditional arabic,7,silver,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قَد تسامَت فوق آهاتِ الزّمَـان = ترتجي وصلاً لساحات الأمَـان
أغمضت عيناً عَلى صَوتِ الأسَى = أطرقتْ جَفناً لأحلامِ الرّوان
تنتَشِي زُوراً على رَجعِ الصّدى = تَذكُرُ المَاضي وتَبكي بالجَنَان
تُبصِرُ الأنْوارَ مِن خَلفِ الظُّـلَم = كيفَ إن غَارَتْ بِهَا عَينُ المَكان
تُطلِق الصَرخَاتِ في ليلِ الدّجَى =حينَ أوفت خلّها يوماً فخَـان
ما لِلَيلَى حِينَ مَاتَت عِلّةٌ = علّةُ الإنسَانِ في عَيشِ الهَـوَان
يَرْحَلُ الأحبابُ عنّا بَغتَةً = قَد توارت شَمسُهُم خَلفَ الدُّخَـان
كالليالي دُون بَدرٍ مّظلمَه = مُوحشٌ لَيلُ الشّتَاء هَذا الزّمَـان
إستَعدّي يَا حُرُوفي لم أجِد = غَيرَ حَرفي زَادُ حَربِي والرّهَان
مِن مِدادِ الشّعرِ أروي زَهرَتِي = فِي رَبِيع العمرِ جَـادَت بالبنَان
واعبُري حتّى نَرى نُورَ الهُدى = واصعَدِي ثُم اطلِقِي فِينَا العَنَان
ثُمّ عُودِي واسأَلِي عَنْ زَهرَتِي = هَل قَسَت أمْ لمْ يَعُد فِيها حنَان
كيفَ صَار الحبّ للأحبَابِ دَاء = غَار حتّى انسَلّ مِن وَسطِ الجَنَـان
كيفَ صَار النّورُ نُوراً حَالِكاً = كَيفَ شَحّ النّورُ فينا واسْتَكان
كيفَ أضحَى طَيرُ حبّي عَالِقاً = في أعَالِي سِجنِ دُنيَايَ المُصَان
بعدَ أن أمسَى يُنادِي في الرّبا = يُنْشِد الألحَان يَعلُو غُصنَ بَان
يَملأ الأكـوَانَ شَدواً مُبْهِجاً = في رِياضٍ زَاهِياتٍ كالجِنَان
ليتَ شِعرِي هَل يُداوي علّتِي = أمْ يَزِيد الجـرح فِينا بالبَيَان
لا غِيَابٌ يستَحِي أو يَكتَفِي = لا وِصَالٌ بَعدَ فقدِ الخلّ بَان
لم تَعُودي والمَآسِي استَيقَظَتْ = جَهّزِي قَبرِي فَقَد آنَ الأوَان
كيفَ أحيَا دُونَما قَلبِي أنَا = عَلّ مَوتِي يجلُ احزَانَ الزّمَان
[/poem]
نايف يوسف الشمري