كنا قد تكلمنا فيما سبق عن المرحلة الاولى من المراحل التي تسبق المعصية وهي مرحلة الوسوسة واليوم نكمل بالمرحلة الثانية وهي مرحلة النزغ..والمرحلة الثالثة وهي مرحلة التتبع ونبدأ بالمرحلة والاولى وهي النزغ
( والنزغ لغةً الإغراء، نزغ : أي أغرى وافسد وحمل بعضهم على بعض. والنزغ هو الكلام الذي يُغرى بين الناس , ونزغ الشيطان بينهم ينزغ نزغا أي يفسد فسادا .قال تعالى" واما ينزغنك الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم"
وقال على لسان يوسف عليه السلام " ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد احسن بي اذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني و بين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم "
وقال تعالى "وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا "
فالشيطان يستفز من يستطيع استفزازه , يمر بقوم جالسين فيصرخ بهم ويستنهضهم الى ارتكاب المعاصي , يطلب منهم الخفة والسرعة, ويطلب منهم طاعته بهذه الطريقة..عن جابر رضي الله عنه قال " كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا هكذا امامه فقال هذا سبيل الله , عز وجل وخطين عن يمينه وخطين عن شماله قال هذه سبيل الشيطان , ثم وضع يده في الخط الاوسط ثم تلا هذه الآية "وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"
المرحلة الثالثة
مرحلة التتبع وهي المرحلة التي يبدأ فيها الانسان بالاستماع الى وسوسة الشيطان ونزغه فيتبع تلك الوسوسة ويستجيب لذلك النزغ ,فيبدا بالسير وراء خطوات الشيطان وهو ما حذرنا الله تعالى منه
فقال : "ياايها الذين آمنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء والله واسع عليم "
وفي هذه المرحلة يصبح الانسان أمام الهاوية والهلاك حيث يمتثل لأوامر الشيطان ومعنى ذلك انه يحتجب عن طاعة الله عز وجل بل يعمل على معصية الله جل شأنه فيصبح مأمورا للشيطان, والشيطان هو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر .
لذا ينبغي على المؤمن الخوف على نفسه من هذه المرحلة حتى لايقع في شرك الشيطان.
عن مجاهد , قال : قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه :امرني رسول الله ان اقول اذا اصبحت واذا امسيت واذا اخذت مضجعي من الليل : اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة, انت رب كل شئ ومليكه اشهد ان لااله الا انت , وحدك لاشريك لك ,وان محمدا عبدك وررسولك , اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم "
وعن ابي اليسر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :اللهم اني اعوذو بك من التردي واعوذو بك من والهدم والغرق والحريق واعوذ بك ان يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذو بك ان اموت في سبيلك مدبرا واعوذو بك ان اموت لديغا "اخرجه احمد وابو داوود..
قال الشاعر :
اتحب اعداء الحبيب وتدعي ***حبا ما ذاك في امكان
وكذا تعادي جاهدا احبابه***اين المحبة يا اخا الشيطان
شرط المحبة ان توافق من تحب***على محبته على عصيان
فاذا ادعيت له المحبة مع خلاف ***مايحب فانت ذو بهتان
مما نقلت بتصرف
العرض الشجري
