157 طفلا لقوا مصرعهم بعد تعذيبهم حتي الموت خلال ستة أشهر فقط .. 43 طفلا تعرضوا للاعتداء الأسري و35 طفلا تعرضوا للاعتداء الجنسي.. هذه الأرقام المفزعة تضمنها تقرير خطير اصدره مركز الأرض لحقوق الانسان وهو ما يدق ناقوس الخطر حول المعاملة التي يلقاها الأطفال في مصر.. القضية مثيرة وشائكة وبحاجة الي وقفة سريعة وحازمة قبل ان يتحول الملائكة الصغار الي كائنات تملأها الكراهية والرغبة في الانتقام والايذاء.. ويجب ان نتصدي لها قبل أن نجد هذا الرقم قد تضاعف في الشهور الستة القادمة.
'أخبار الحوادث' اقتحمت كعادتها هذا الملف الشائك ورصدت تفاصيل هذا التقرير الخطير.
تقرير خطير لمركز الأرض لحقوق الانسان يؤكد ان هناك (235) طفلا تعرضوا للعنف.. واصبحوا ضحايا للسياسات غير الانسانية.. فخلال ستة أشهر فقط.. توفي (157) طفلا.. وتعرض (35) طفلا للاعتداء الجنسي.. وتعرض 43 طفلا للاعتداء الأسري..
يعتبر هذا التقرير (51) من اصدارات مركز الأرض لحقوق الانسان.. وصدر ضمن سلسلة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بهدف التعرف علي صور الاعتداء والعنف الموجهة ضد حقوق الأطفال..
فالتقرير يؤكد من خلال سطوره.. ان اجمالي الاعتداءات الجنسية التي وقعت علي الأطفال خلال تلك الفترة.. سواء كانت في الخارج.. أو داخل المدرسة.. أو داخل محيط الأسرة (35) حالة.. أما حالات الاعتداء البدني علي الأطفال فشكلت حوالي (27) حالة.. وكانت حالات العنف الأسري (43) حادثة.. وبلغت حالات الأهمال في الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية (57) حالة.. اما انتهاك حقوق الأطفال العاملين فقد شكل (5) حالات.. وبلغت حوادث الأطفال المنحرفين (6) حالات.. بينما تم رصد (4) حوادث عنف مدرسي كما بلغت حوادث الطرق وقتل الأطفال والحوادث الاخري التي لم تندرج تحت أي من التقسيمات السابقة (50) حادثة.. وكانت نسبة حالات العنف التي ادت الي وفاة الأطفال (125) حالة عنف ارتكبت ضد الأطفال.. وأدت في النهاية لوفاتهم.
اعتداء بدني
يتناول التقرير في القسم الأول منه.. صور الاعتداءات الجنسية علي الأطفال والتي بلغت (35) حالة.. حيث يشير الي تنوع حالات العنف والايذاء سواء كان خارج أو داخل المدرسة والأسرة.. وهنا يضرب التقرير المثير مثالا علي هذه الاعتداءات وهي عندما قام فراش بأحد المعاهد بالتحرش بالتلميذات وهتك اعراضهن داخل دورات المياه رغم انه يبلغ من العمر (62) سنة.. ولايزيد عمر أكبر التلميذات عن سبع سنوات.
أما الاعتداءات الجنسية الواقعة علي الأطفال داخل الأسرة.. ومن جانب أقارب الطفل.. فقد شكلت (6) حوادث ومثالا علي ذلك عندما تجرد سائق من مشاعره الانسانية عندما قرر الانتقام من زوجته التي قامت بخلعه حيث استغل عدم وجودها في المنزل واغتصب ابنتها من زوجها السابق والتي لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها وتركها في حالة اعياء شديدة وفر هاربا.. أما الاعتداءات الجنسية الواقعة علي الأطفال خارج المدرسة وخارج الأسرة فكانت (28) حادثة.. ومثالا علي ذلك.. تجرد شخص من آدميته حيث كان يستدرج الأطفال الي الحقول.. ثم يقوم باغتصابهم ثم يبتزهم ويطلب منهم سرقة أسرهم وإلا يقوم بفضح امرهم.. وتهديدهم بالسلاح الأبيض.
وفي القسم الثاني من التقرير يشير الي الاعتداءات البدنية علي الأطفال والتي بلغت (27) حالة تعدي.. يشكل الاعتداء علي الأطفال في المدارس حالتين.. منهما ما حدث مع استاذ الجامعة الذي فوجيء بابنه يعود للمنزل والدماء تنزف من اسنانه وتبين ان مدرسة الفصل قامت بضربه مما أدي لكسر عدد من الأسنان وفتح بالشفة العلوية من فم الطفل.. وقام الأب بابلاغ الشرطة واتهام المدرسة بضرب ابنه..
بينما تم رصد باقي الاعتداءات البدنية علي الأطفال خارج المدرسة لتشكل (24) حادثة.. وتنوعت أسباب هذه الاعتداءات ما بين الخطف من أجل الانتقام من اسرة الطفل أو السرقة أو طلب الفدية أو التسول.. ومثالا علي ذلك: تجرد شاب من مشاعره الانسانية واقدم علي دفن طفل عمره لايزيد عن ال(3) أعوام حيا.. ثم حمل جثته.. والقاها في الترعة بعد ان استدرجه بخمسين قرشا.. لينتقم من والده الذي اقترض منه في احدي الدول العربية (200) دولار.. علي سبيل السلفة.. ولم يعدها له مما دفعه الي خطط الطفل.. ودافعه الانتقام الي ارتكاب جريمته..
وهنا يتعرض التقرير المثير الي العنف الأسري الموجه ضد الأطفال.. والذي تمثل في (43) حادثة.. بسبب خلافات بين الزوجين او الشك في النسب او لانتقام احد الزوجين من الآخر.. أو للتخلص من الطفل لانحرافه وسوء سلوكه وتغيبه عن المنزل.. او لتبوله لا اراديا.. أو لرفضه الاستيقاظ من نومه مبكرا.. أو بدعوي تأديبه.. أو الانتقام منه لرؤيته لأحد الأوضاع المخلة للأب أو الأم.. أو لسوء معاملة زوجة الأب.. أو لارضاء الزوجة الثانية.. أو لمعاناة الأب من مرض نفسي.. أو لعدم قدرته علي تحمل نفقات المعيشة..
ومثالا لذلك شهدت احدي القري التابعة لمحافظة سوهاج جريمة بشعة عندما انهال مزارع علي ابنة شقيقته الطفلة بساطور اثناء سيرها في الشارع وتركها جثة هامدة حيث انها تعمل بالأجرة في منازل أهل القرية لمساعدة اسرتها في اعباء المعيشة وذلك بسبب شكل في سلوكها..
ويلقي ايضا التقرير الخطير الضوء علي العنف الموجة ضد الأطفال العاملين.. حيث تم رصد (5) حالات.. وكانت بسبب الفقر وسوء المعاملة من جانب اصحاب العمل وغياب امكانيات الأمن والسلامة المهنية في العمل.. ويشير التقرير الي جريمة بشعة.. وهي عندما انهال مهندس الاتصالات علي خادمته التي تبلغ من العمر تسعة أعوام ضربا علي رأسها.. ودفعها الي الحائط لمعاقبتها علي تناول طعام طفلته التي تبلغ من العمر عاما واحدا.. وعندما سقطت الخادمة علي الأرض مغشيا عليها حملها الي المستشفي لانقاذها.. لكنها كانت قد فارقت الحياة.. وعندما انكشف امره.. ادعي ان سيارة صدمتها اثناء احضارها طلبات المنزل.. لكن شك أطباء المستشفي في أسباب الوفاة وقاموا بابلاغ رجال الشرطة.. والذين القوا القبض علي الجاني. الذي اعترفه بجريمته تفصيليا.
أهمال وتقاعس
وهنا يتعرض التقرير في القسم الخامس الي حالات الاهمال في الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية.. والتي بلغت (57) حالة.. حيث يشير هذا القسم الي ان (21) حالة كانت بسبب اهدار حقوق الأطفال في الرعاية الاجتماعية من جانب الوالدين او المشرفين علي تربية الطفل.. واهمال وتقاعس مسئولي بيوت الرعاية.. وعلي سبيل المثال: شهدت قرية ميت برة التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية جريمة قتل بشعة عندما تجرد عضو مجلس محلي بالمدينة وزوجته وشقيقه من كل مشاعر الانسانية فقاموا بصعق طفلة تعمل لديهم باعها اهلها لهم بالتيار الكهربائي بعد التعدي عليها بالضرب والتعذيب حتي فارقت الحياة.. والقوها في بئر السلم.. بينما شكل الاهمال في الرعاية الصحية للأطفال (23) حالة.. وذلك بسبب الاهمال الطبي اثناء او بعد الجراحة.. وسوء الرعاية الطبية او نتيجة لجرعة بنج زائدة او نتيجة تلقي الأطفال امصال تطعيم فاسدة.. وبسبب بعض الأمراض مثل الجديري المائي دون علاج.. وعلي سبيل المثال أدي أهمال استاذ جراحة الأنف والأذن بكلية الطب وطبيب التخدير في جراحة استئصال 'اللوز' لطفل صغير الي تلف اجزاء المخ.. وفقد للوعي (26) يوما.. بعدها فقد البصر والقدرة علي الوقوف والمشي وصدور حركات لا ارادية في قدميه ويديه بالاضافة الي تشنجات متواصلة.. بينما شكل الاهمال في الرعاية التعليمية (8) حالات.. بسبب تعسف وفساد واهمال المسئولين.. وغياب الرعاية..
ثم يتطرق التقرير الي حوادث الأطفال المنحرفين.. ومنها سرقة الأطفال للشقق والسيارات نتيجة الفقر والتشرد مما يؤدي لانتشار البلطجة بين الأطفال.. وهنا يضرب التقرير مثالا علي تلك الجرائم: بصبي لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره تم القبض عليه وبحوزته بعض الكابلات الكهربائية.. حيث تم اصطحابه الي قسم الشرطة وهناك اعترف بالسرقة لمروره بضائقة مالية.. فوالدته مريضة بالقلب وتحتاج لأدوية ولا تجد من يعولها..
توصيات..!
وأخيرا.. وقبل ان ينهي التقرير الخطير سطوره.. أوصي بعدة توصيات وكان من أهمها توجيه الصحفيين لمعالجة هذه الظواهر.. مع الاهتمام بتخصيص صفحات لحوادث الأطفال.. وانشاء وحدات مختصة داخل النقابات والاحزاب والمؤسسات لتبني قضايا الأطفال ودعم حقوق الأطفال وتعليم اعضائها وتدريبهم علي كيفية ايقاف العنف ضد الأطفال.. والاهتمام بدور رعاية الأطفال وانشاء وحدات بمؤسسات المجتمع المدني لتأهيل وحماية اطفال الشوارع والأطفال اللقطاء ودعم حقوقهم وتحويل المؤسسات العقابية للأطفال الي دور للرعاية الاجتماعية بوجود برامج تدريبية وتأهيلية للمشرفين وتدريبهم علي حماية هؤلاء الأطفال.. كما يجب كفالة حقوق الأطفال في التعليم والصحة والترفيه بشكل مجاني ودون اية تكلفة سواء داخل المستشفيات او المدارس او النوادي مع العمل علي عقاب كل من يحول دون كفالة هذه الحقوق وتحفيز من يدعم هذه الحقوق وترويج مثل هذه البرامج كافة في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة..
كما يجب دعم الأسر الفقيرة وكفالة حقها في الضمان الاجتماعي حتي تتمكن من تعليم ابنائها وعلاجهم.. ومطالبة المجلس القومي للامومة والطفولة ومؤسسات المجتمع المدني بالعمل الجدي مع المؤسسات التنموية الريفية بانشاء دور للرعاية.. ومعاقبة كل من يتعرض بالايذاء للأطفال.. علي ان تكون العقوبة رادعة بسن قوانين جديدة.
ام هزاع