أختي الكريمة /
لا :
يخلو إنسان من اقتحام تلكم الأفكار التي تتكاثر ،
في بيئة خصبة تُهيئ لها المناخ تلكم التربة الخصبة _
إن جاز لي سوق ذاك المجاز _ !
ولكن :
ازداد ذاك الهاتف الذي أصم أذني حين بات
وأصبح يقتحم غفلتي ويقظتي وهو يقول:
" كن أنت مهما تغير الناس " .
أبحث :
عن سبب وسر ذلك الاصرار من ذاك النداء ، الذي يحثني على الثبات
على المبادئ ، وما تربيت عليه ، وهجر ما يناكف ويباين ذاك من سوء أخلاق !
وأنا في رحلة بحثي ، احتجت ُ لجر بعض المواقف لأرتكز على جميل الأخلاق منها ،
فيتوسط هذا الغثاء من الممارسات ، والمعاملات أجر أمة ممن سبقوه إذا ما قارنا تلكم الابتلاءات والمغريات !
لأنه :
يعيش في هذا الزمان وهو يُعلي ويُرسي معنى الفضيلة ،
يعيش عيش المجاهد الذي أحيا ما مات في الناس من مُثلٍ وقيم ترتقي
بذاك الانسان إلى درجات الكمالات ، في ظل تهافت الناس على ما يقسم ظهر
المبادئ ، وعظيم المُثل !
ومن :
يرى بعين البصيرة يجد ذاك الخلط للأمور ، وتحريف المسميات والمعاني
بمكرٍ خبيث ! أكان عمدا أم جهلا منه ! فالنتيجة واحدة ، وإن تفاوتت طرق
معالجتها ، وإعادة صياغتها حينما نجد كمثل :
الطيب = جبانا
وقليل الكلام = مُعقدا
والتقي = متخلفا
ومتجاوز حدود الأدب = جريئا
والمنحرف = متحررا
لتذوب المسميات وتنصهر في غير قوالب معانيها التي تلقفها الناس ،
وقد طغى عليهم الغبش وإن كان التمييز واضح المعالم
لمن أراد الحقيقة والصدق مع الذات !
تتلخص :
المصيبة عندما يدعوك واقع حال الناس أن تتماهى معهم
وأن تكون " إمعة " ونسخا منهمإن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا
أسأت !
هي اضاءة في صدر السطر :
ما نحتاج إليه اليوم هو بلورة واستقصاء وحصر كل المصطلحات ،
لنُخضعها لذاك ( المِجهر ) المتمثل في ( الشرع ) لنعرف السليم منها ،
فنعتني به ونرويه ، ونعلم ما هو العليل السقيم منها فنحطمه ونُجافيه .
ما هو الحاصل اليوم :
هي تلكم الضبابية في معرفة حقيقة " هويتنا " ،
وعن ذاك " الحبل " الذي هو ك" الحمض النووي "
الذي يوصلنا لمعنى وجودنا .
هو :
الشيء الذي لا يختلف عليه اثنان ،
ولا يتمارى فيه عقلان !
وهي :
الحقيقة المرة التي نتجرعها
غصة !
ومن يقول بخلاف ذلك :
فهو ممن ينمق ويجمل الواقع _ ولعله يقوم بذلك من باب إغلاق الباب في وجه اليأس ،
ودفع ذاك الحزن الذي في القلب قابع ، ومع هذا لا يمكن الفكاك من الدليل القاطع
الذي يشي ويكشف ما نحن فيه من شر ماله دافع غير الرجوع للصواب ،
لنجعل بيننا وبين المثالب بونا شاسعا .
تلك :
المخالطات والمغالطات في توصيف حال الناس ،
ما هي غير انعكاسات للواقع الذي يعيشه ذاك الواصف ،
فكما يقال :
" يشوف بعين طبعه " !
لذلك :
ينظر ذلك الإنسان وفق ما يعيشه في محيط وجوده
ليكون ذلك الحكم متأثرا بذاك الواقع الذي يعيش تفاصيله ،
أما في الأصل هو :
" الحكم على الشيء
فرع عن تصوره " .
دمتم بخير ...