رياح المشــاعـر تعصف بمدن اللغة
وزرّاع الكلـمـة يضربون بفاس الحرف
على صخرة الذكرى
وتنمو أشجار الشــوق صفراء ذابلة
تشرق عليها شمس الوفاء فلا تعانقها
بعـــــــد حيي
نبئيني أيتها الأنثى الساجدة في محراب القلب
هل صلاتك لك … أم عليك
هل دعائك … بناء لنا … أم فناء منذ سنين وأنتِ …
أنتِ منذ اللحظة التي سكنتِ
هـكــذا أنـتِ
نهر الصبر يمر بجوارك
وطير الحرية يبسط لك الجناح
لا الماء شربتِ
ولا مع الطير ارتفعتِ
خوفاً أن يقطع عليك صمتك
وهو لا يدري أنه يزيد من ندبك
ويضيف على طعام صبرك نكهة العلقم
بعــــــد حيي
ابتســـمي بربك ورب الشفاه التي جمّلَتْكِ
ابتســـمي …
ينتحر الحزن من ابتسامتك
ويصمد الفرح ويابى أن يموت
ويأخذ المركب ابتسامتك شراعاً للنجاة
بعـــــد حيي
أطلقي بلابل الغرام... ومدي جناح العناق
دعيني أمزق تقويم العالم الذي هرم من القدم
ونسطر لهم تقويما جديداً يسيرون عليه
بدايته تلك السنة التي التقى بها
قلبين ضائعين
بعــــــــــد حيي
تعالي نذهب إلى قرص الشمس
ونبحث عن بكرة ونسافر إليه
ونسابق الشمس قبل دخولها عليه
يا صــامـتـة :- ها أنا ذا اشد معطف الرجاء
للحقيقه ...
تكلمي …
ودعي الأيام تفعل ما تشاء
العرض الشجري
