إن ثمة شعوراً يحيي في النفس كل ما ذبل من أزهارها يانعة..
وإن بعضاً من التفاني في سبيل الأخوة لهو أروع مثال يحكي صدق النية..
وإن روح إنسان تسعى لإسعاد غيرها لهي أسعد الناس..
كذا تعلمنا من ديننا الحنيف..
إن المرء بلا تعاون, بلا عطاء, بلا تجاوب..
لاتزال نفسه مغتربة لم تألف عيش العطاء.. حدودها مقتصرة على متطلباتها فقط..
وبالمقابل.. النفس المعطاءة والكف الندية واللسان العذب..
وتلك النفس التي تحمل أصدق الإنسانية توحي بأخوة فريدة من نوعها..
أخوة تجبرك على الإخلاص لها مهما كلفك الثمن..
إن أخوة المرء الصادقة..
هي أن يساندك عندما تحتاج فعلاً لعضد تستند إليه وقد تخلى عنك الآخرون..
الأخوة الصادقة.. كلمة طيبة تشعرك بأنك مازلت حياً في قلب غيرك..
الأخوة الصادقة بسمة من قلب كبياض الثلج لا يحمل عليك أي حقد أو حسد..
ما أروع تلك المشاعر!! والأروع من ذلك إذا اجتمعت في شخص واحد فكان في ذاته كل شيء بالنسبة لك..
إن ذلك الشخص الذي يحقق تلك الإنسانية البحتة معدنه نادر في هذا الزمان يا لأصالته في زمن تقلبت فيه الموازين..
هذا الزمن الذي لو قدمت فيه معروفاً لشخص لا يمت إليك بصلة لأستغرب منك فعالك.. وجعل ينظر إليك بنظرتين: الأولى نظرة تعجب والأخرى إعجاب
إن الإنسان الفاضل هو من يجعل من نفسه نبعاً يرتوي منه الآخرون..
هو من يبني صروح مجده بفن تعامله وأخلاقه..
هو من يجعل أعماله الغراء وصمة عز في جبين محبيه..
هو من يجعل قلبه روضة غناء تحي الآمال وتبعث الحياة في نفوس اليائسين..
أنعم بتلك الشخصية وبذلك المرء ذي المكارم الذي يمثلها..
ولنا أن نقول في حقه..
يا خير أخ لم تلده أمي..
طيبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة مقعداً.
بقلمي