الحمد لله الذي يُجازي على الصدق ، وَ سلامة القلب ، وَ صفاء النيّة ،
وَ حُب الخير للغير .. الحمد لله الذي لا يُؤاخذ بالعيب ، وَ لا يقطع الرزق على ذنب ،
وَ لا يعيّر وإن تكرّر ، وَ لا ينسى إن غفلنا .. الحمد لله أنه الله ..!
قلق النّفس لا يزول إلا بالتمعّن في ألطاف الله ، وَ كربُ القلب لا يبعُد إلا باليقين في سعَة رحمة الله ،
وَ ضربات الأيام الموجعة وَ آلامها المتجدّدة لا يُكمّدها إلا الأُنس بالدعاء
وَ الركون إلى مُناجاة الله حتى تفيض المآقي بالدموع ؛
لن تهلك إذ فاضَ قلبك باليقين أن الله سيُدبّرك أحسن تدبير ..!
ما كان يُرهِقنا أمس أو يُؤلمنا ، نجد أنفسنا اليوم قادرين على التعامل معه بهدوء أو تجاوزه تماماً ..
وَ هذا دليل على قدرتنا على التغلُّب وَ التقدُّم ،
فَ الزمن يعالج الجروح وَ يمنحنا الخبرة التي تساعدنا في مواجهة التحديات ..؛
لذا فإن تذكُّر الماضي الأليم قد يكون بمثابة تعزيز لثقتنا بأنفسنا ..!
« وَ في الله عوضٌ عن كُلّ فائت »
يُسلِّيك هذا المعنى كثيرًا ، تمُرّ غمامته المُمطرة على يباب قلبك فيُصبح مُخضرًّا مُزهرًا ،
تبقى العلاقة مع الله هي السلوى وَ الجبر إن فاتك شيء من هذه الدُّنيا ، َ ولله نَحنُ وَ إليه راجعون ..!
ملامِح الوجه تدلُّ على مافي القلب ، وَ ما أبطن إنسان سريرةً إلا أظهرها الله على صفحات وجهه ،
وَ فلَتات لسانه ، وَ مهما كتَم الإنسان ، فلا بدَّ أن يُظْهِرَ الله عيْبه أو كماله على وجهِه ،
وَ الوجه صفحة القلبِ ، وَ مِرءآته ..! ابن عثيمين ..
{ قل إنّ الأمر كُلّه لله }
كلّه لا بعضه ! حتى أمرك الذي تيسيره بيد أحد من البشر هو بيد الله أولاً ،
مرضك الذي عجز الأطباء عنه بيد الله قبل كل شيء ،
كل الأمور التي أقلقتك وَ أوجعتك مهما كانت عظيمة هي بيد الله وَ بأمره تخفيفها وَ تهوينها ..؛
فَ فوّض أمرك لله وَ لا تقلق فإليه يُرجع الأمر كله ..!
سبحان من جعل الكلمة الطيبة صدقة ، يُلهم بها خلقه ،
ثم يجعلها محسوسة في قلوبهم قبل أن يجريها حنانًا رقراقًا وَ مودة صافية على ألسنتهم ،
سبحان من جعل استشعار الكلمة الطيبة بردًا في روح قائلها ،
وَ بهجة على لسانه ، وَ أُنسًا يحف اسمه لدى سامعيه ،
الكلمة الطيبة رزق ؛ صدقة ، وَ اختيار الله لقائلها ..!
لن تجد أحنّ من نفسك عليك ، وَ لن تجد سندًا صلب بقدر حجم صلابتك ،
مهما ظننت عكس ذلك تذكّر أنّك الشخص الوحيد الذي سيقف معك ،
حتى في أسوأ أحوالك ، تعلّم أن تُصبح سندك الوحيد ..!
يولدُ الإنسان من جديد بعد ليلةٍ توقع أنها لن تمرّ وَ مرّت ،
بعد دموع وَ تساؤلات لم يجد لها ردًا ،
بعدما شكّ في نفسه وَ كل شيء من حوله في لحظة عجزٍ عن التصديق وَ رفضٍ تام من هول الخيبة ،
يولد بقناعات مختلفة وَ شخصية أنضج ،
يولد إنسان يسعى أن يكون جديرًا بالثقة لأنه لا يريد لغيره أن يذوق ما ذاق ..!
أدركتُ مؤخرًا بأنَّ الشخص السخيّ ، يحاوط عامته بهذه الصِفة ..
لا تشعر بعطاء بعضه دون بعض ، إن كان سخيًّا عاطفيًا فَتليه ماديًا ثم معنويًا وَ فكريًا ،
كأنه كامل وَ الكَمالُ لله ..؛
لذلك يُقال : " السخيّ قريبٌ من الله ، قريبٌ من الجنَّة ، قريبٌ من الناس ..!