أنت تشعر به، وأنا أشعر به أيضاً، تلك الهمسات التي تتسلل بين سطور الكلام، تسافر دون أن تلمس الأرض. سرٌّ نعرفه سوياً، ليس لأنه مكتوب، بل لأنه ينبض بيننا، يُقال في صمت وتُحسُّه الروح.
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ماسيحدث بعدها..!
هو أن جميعنا يحمل بين طيات روحه حكايات لم تُكتب بعد، مشاعر لم تُعبَّر عنها، وأسرار لم تخرج إلى النور. لكن السر الأعمق من ذلك هو أن كل واحد منا يمتلك القدرة على أن يكون بطلًا في قصته الخاصة، وأن يصنع لحظات التغيير في الوقت الذي يقرر فيه أن يخرج عن المألوف.
لا تظن أن هناك شيئًا مستحيلاً أمامك، فما تحتاجه ليس أكثر من لحظة إيمان داخلي، ومفتاح سر لا نراه إلا حين نختار أن نعيش بحرية داخل أنفسنا. السر الذي ربما لا تعرفه هو أن عالمك الداخلي هو الأكثر تأثيرًا على واقعك الخارجي. أنت لست ضحية لظروفك، بل صانع لحظاتك.
سري هو أنني أؤمن بأن الكلمات ليست مجرد حروف، بل هي أرواحٌ خفية تسكن بين السطور. كلما كتبتُ، شعرتُ وكأنني أفتح نافذة صغيرة على عالمي الداخلي، حيث المشاعر تُولد بلا حواجز، وحيث الصدق يترجم نفسه إلى جمال.
وسرّ آخر؟
كل نص أكتبه يحمل شيئًا مني، لكنه يُهدى إليكِ وكأنه يروي قصة وجودكِ في زاويةٍ ما من روحي
إذا كان للورد في مملكة هولندا رائحة تنساب بين النسائم، فإن كلماتي إليكِ ستكون أزهارًا تنبض بالألوان، وتعبق بالعطر، كأنها هدية من أرضٍ خصبة بصفاء روحك. أسطر لكِ اليوم كلمات تشبه الطيف، لا تحجبها مسافات ولا حدود، بل تنساب عبر الزمن كما تفعل الورود في بداية الربيع، كل زهرة منها تروي قصة لا تنتهي، كل لون فيها يعبر عن فصولٍ من الذاكرة لا تندثر.
أتمنى أن تكوني قد شممتِ عبيرها، وأخذتِ منها قليلًا من الصفاء الذي لا يضاهيه شيء. لأنكِ، حقًا، تستحقين أروع الكلمات وأجمل العطور.
سر يتعلق بتلك اللحظات التي نجد فيها أنفسنا غارقين في التفكير، حين يلتبس علينا التمييز بين ما نحب وما نحتاج.
السر الذي قد لا يعرفه الكثيرون هو أن هناك شعوراً متناقضاً يعيشه كل قلب: أن الحب لا يكون فقط لما نراه أو نلمسه، بل لما نحتاجه في أعماقنا، حتى وإن لم نكن على دراية به. نحب في آخر الأمر ما يجعلنا نكتشف أنفسنا، ما يعيد لنا توازننا المفقود، ما يعيد فتح الأبواب التي كانت مغلقة لفترات طويلة.
لذلك، لا يُقاس الحب بما هو ظاهر، بل بما ينمو ويُزهر داخلنا دون أن نراه. سر الحب هو أن نحب ما يترك فينا أثراً عميقاً، حتى وإن كان ذلك الأثر يتجسد في صمتٍ أو في لحظة غياب. أحيانًا، الحب هو عبارة عن فهمٍ عميق لروحٍ لم تكتمل بعد، ونحن نبحث دائمًا عن تلك اللحظة التي نكتشف فيها أنفسنا من جديد