في إحدى الليالي عاد متأخرا
وقام بتحضير كوبا من الشاي
مع الكثير من السكر كما يفضله دائما
واستلقى على ذلك السرير
ساندا ظهره الى الجدار
وبينما هو يحتسي الشاي
رأى أمامه رجلا في المرآه
بدا وكأنه في الأربعين
عيناه متسعتان وفيهما كثير من الذبول
وشعر رأسه يكاد يتلاشى من الأمام
كان يمسك بين يديه بقلب أحمر جميل
مصنوع من قماش ناعم جدا
ومطرز بخيوط ذهبية براقة
كان هذا القلب مثقوب من الجانب
وكأن شيئا وضع بداخله
وإذا بهذا الرجل يدخل يده
ويخرج قصاصات من الورق
كانت ما يقارب الأربع قصاصات
كل واحدة منها كتبت عليها عبارة ما
يبدو أنها كتبت من قبل شخص آخر
لم تكن العبارات واضحة
فقد مر زمن طويل على هذا
ولسوء الحظ أنها كتبت بقلم رصاص
كان ينظر إليها بحزن شديد
ويحاول تكملة الأحرف الناقصة
ثم بعد ذلك يعيدها إلى جوف ذلك القلب
ويقوم بضمه الى صدره
قبل أن يعيده إلى ذلك الدرج
تعجب من حال هذا الرجل
وبادر بسؤاله
ما هذا الذي تفعله
فأجابه
شخص ما أحبني فأهداني
ثم بعد ذلك جرحني وآذاني
ولكني كلما اشتقت إليه
أضم هذا القلب
لأشم بقايا عطره الفاني
هنا انتهى الحديث بينهما
وظل كلا منهما يحدق في الآخر
ولك أن تعلم
أنهما كانا يحتسيان من نفس الكوب