لم تعجلتي ؟

كان الطريق وعر

ولكن كانت خطواتها تحاكي خطواته

كل شيء يمرون به سوية

فكانت رحلتهم جميلة

رغم المصاعب والعثرات التي مروا بها

ومع طول سفرهم هذا

إلا أن خطواتهم كانت تسير برتم ثابت

لا تسبقه ولا يسبقها

يملكون قلبا واحدا

لذا كان الدم يضخ في نفس اللحظة

وفي عقل كل واحد منهما يسكن الآخر


ولكن ما الذي حدث ؟

في المرة الأولى ظن أنه واهم

وما لبث أن تجاهل تلك الخطوة التي سبقته

إلا وقد أيقن أنها باتت تسبقه حقا

ومع بضع خطوات أصبحت المسافة بينهما تزيد


كانت متأكدة أنه لن يتحدث عن شيء يؤلمه

فاتخذت ذلك ملجأ لها من سؤاله "لم تعجلتي ؟"

حتى توارت عن أنظاره


جمع ما تبقى من أمل ليدركها

وأرهق قدميه بمصارعة الحصى

ولكنها تتلاشى كالسراب

فلا هي تأنت ولا هو استطاع اللحاق

تباعدت خطاها حتى ولت

وما بقي منها إلا الأثر


الأثر الذي لم تستطع رياح النسيان محوه

وظلت خطواتها محفورة في ذاكرته

ولكن المؤلم أنه رآها

كيف كانت متعجله لتتركه وحيدا خلفها


عندها توقف في مكانه

ومنحها ما تمنت

حتى أصبحت المسافة بينهما أضعاف ما قطعوه سوية

ليترك لها حرية الجري أو المشي

مع من تعجلت لأجله

ولكن الأكيد أنه " ليس هو "

وكان هذا جواب سؤاله