العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات الأدبيـــــــة > منتدى اوراق من ذائقتكم
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2009, 12:35 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الليل الطويل غير متصل


ألف ليلة وليلة على طريقة سليل

وعن أنس - رضي الله عنه - قال : كان للنبي حاد يقال له : أنجشة ، وكان حسن الصوت . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير " قال قتادة : يعني ضعفة النساء . متفق عليه .



وفي النهاية : شبهن بالقوارير ؛ لأنه يسرع إليها الكسر ، وكان أنجشة يحدو وينشد القريض والرجز ، فلم يأمن أن يصيبهن أو يقع في قلوبهن حداؤه ، فأمره بالكف عن ذلك . وفي المثل : الغناء رقية الزنا .



وقال صاحب كتاب المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ( القارورة ) إناء من زجاج و الجمع ( القوارير ) و ( القارورة ) أيضا وعاء الرطب و التمر وهي ( القوصرة ) و تطلق ( القارورة ) على المرأة لأن الولد أو المني ( يقر ) في رحمها كما يقر الشيء في الإناء أو تشبيها بآنية الزجاج لضعفها قال الأزهري والعرب تكني عن المرأة ( بالقارورة ) و القوصرة .



وفي كتاب الأمثال للرامهرمزي قال القوارير : الأواني الزجاجية وشبه النساء بها لرقتهن وضعفهن .



فخطرت هذه الخاطرة التي أتمنى أن تعجبكم




حكى سليل يار (على وزن شهر يار) معدل الكتابة والحوار وسليل الرجال الأبرار وطارد الأشرار عن القوارير في الأمصار أنه في بلدة تسمى الزجاج المصون والعيش المكنون كانت هناك قاورة جميلة ودرة ووردة مصونة كانت تحمل فوق رأسها غطاءها المكنون من الحشمة والاحترام والعفة والالتزام فمرت ذات يوماً وهي ذاهبة إلى بيتها وكان لها طريق واحد لبيتها بذئبٍ عجوز هرم قد سقط حاجباه من الكهولة والمشيب نائمٍ على صخرة الوادي المتصل بجدول نهر صغير وعلى ضفاف ذلك النهر الأزرق الجميل جسر حجري يعبر من فوق ظهره وكانت هذه القارورة سوداء اللون ليس لقبحها ولكن لحشمتها وعفتها لئلا يستشرفها الناظرون وكانت كلما مرت بهذا الذئب ينظر إليها نظرات حادة يستشف ما بداخلها ولا يكلمها بتاتا مجرد نظرات عابرة وبريئة بعض الشيء كما يقال فكانت حشمتها تمنعه وتمنعها من التكلم مع الغرباء فكان مع مرور الوقت يلقي عليها السلام فكانت لا تعيره الاهتمام ولا ترد عليه السلام فقال السلام سنة وردك واجب يا صاحبة الاحترام وأنتم أهل الالتزام تعرفون قدر السلام فلم ترد عليه فقال في نفسه إنها صعبة المنال وشديدة الأغلال إن لم تخب ظنوني لسوف تطول رحلتي في افتراسها والانقضاض عليها وكلما رادت تمعناً زدت تعنتاً وتعسفاً وكما قال هذا الأشيمط فكانت كلما زاد في الكلام زادت في الصد والهجران فمرت به ذات ليلة ليلاء مدلهمة الأرجاء فقال لها متغزلاً بجملة أبيات ذكرها ابن هشام في شرح شواهده و الأبيات الثلاثة لبدوي اسمه " كامل الثقفي أما البيت الأخير لعنترة :





حوراءُ لو نظرتْ يوماً إلـى حجـر



لأثَّرتْ سَقَماً فـي ذلـك الحجـرِ



يزداد توريـدُ خَدَّيهـا إذا نظـرت



كما يزيـد نبـاتُ الأرض بالمطـرِ



فالوردُ وجنَتُهـا والخمـرُ ريقتُهـا



وضوءُ بهجتها أضوى مـن القمـرِ



بالله يا ظبيـات القـاع قُلْـنَ لنـا



ليلايَ مِنْكُنَّ أم ليلى مـن البشـر



فقالت في قرارة نفسها المتقرقرة سبحانه الله ذئب فصيح ولسان مليح فقال الضمير الوجداني في أحد أركانها القلبية لا والله بل هو ذئب قبيح وكلام غير مليح وإنه والله ليستحق التوبيخ والتجريح والركل بالضرب الصريح فلم ترد عليه فقال الصبر مفتاح الفرج والصبر خير دواء لمن عجز عن الأدواء والصابرون خير عباد الله الشاكرين فمرت ذات يوماً وكانت حاملة فوق رأسها جرة ماء صغيرة لكي تملأها من النهر الصغير وهو جالس على حاله ويردد مقاله الصبر مفتاح الفرج فقال مترنماً بأبيات ذكرت في أحد كتب النوادر :



قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت المنام



كي أستريح وتنطفئ نار تأجج في العظام



دنف تقلبه الأكف على فراش من سقام



أما أنا فكما علمت فما لوصلك من مرام



قالت بعدما أحرق هذا الكلام فؤادها وتدفق دمها في عروقها وتفجرت من الوجد والحنين لمثل هذا الكلام الدفين الذي لم تسمع منذ سنين فرفعت عن الحسن غطاءها الحديدي المتين لمثل هذا الكلام العظيم وتأهبت للرد عليه بكلام العشاق المجانين فتذكرت أبيات للفرزدق إذ يقول فيها في وصف الذئب :



فقلت له لمـا تَكـَشَّر ضاحكاً



وقائمُ سَيْفِي من يدي بمـكان



تَعَشَّ فإن واثقتـني لا تخونـني



نكن مِثْلَ من يا ذئبُ يصطحبان



وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما



أُخَيّيْنِ كـانا أُرْضـِعَا بِلِبـَانِ



ولو غيرنا نَبَّهْتَ تَلْتَمِسُ القِـرَى



أتاك بسـهم أو شبَـاةِ سِنَـانِ

فقال لها لماذا التزمت والتشدد والانغلاق فأنا من جنس غير جنسك وحسي لا يتوافق مع حسكِ فقالت يا أيها الذئب الغريب والمتملق العجيب هل تحسبني كفتاة الأسواق أم أني لعبة في أفواه الأطفال كالأبواق إنني بلغت في الشرف أعلاه وفي العفة منتهاها أني مسلمة قد غطاءها الحياء قبل الحجاب وزادها الحجاب تشريفاً وحصناً لا يأتيه الارتياب إنني مسلمة أثق بكلام الله عز وجل وشرعه المنزل بالكتاب أقرأ كل يوم حزباً من الأحزاب وأصلي والناس رقود رجاء الرحمة من الواهب واحفظ نفسي لنفسي ولأهلي حفظ العسل الرضاب (وهو الريق وشهد العسل وفتات المسك وقطع السكر وقطرات الندى المتساقطة على الشجر) لا تحاول أيها الذئب البريء أن تلبس أمامي لباس الناصح الأمين والشيخ الرصين والمهذب الرزين عرفتك منذ أن مررت عليك أول مرة وشاهدت نظراتك الحادة تصف شفافتي ولو كنت كإحدهن لخضت لك ولكشفت عن الحسن الفعل والقول والنقاب حجابي حجاب عن النظرات الغائرة والوحوش الكاسرة والذائب الغادرة حجابي مصدر عفتي واحترامي وتقديري النظرات ليس لي ولكنها بالاتجاه المعاكس تنهش بالعباءات المطرزة والعيون المكحلة والأصباغ المزركشة إذا دخلت إحداهن السوق شغل الرجال نحوها البوق يدعونها بالكلام المليح والغزل الصريح الشريف منه والقبيح يرمون بأرقامهم في قمامتها الصغيرة وشنطتها المستديرة رفعت جوالها لاستقبال بلوتوثاتهم بالأرقام الملكية والمقاطع المخلة عرفتك أيها الخادع بزخرف القول من أول وهلة ولكن أحببت أن أخبرك أن النساء الأصل فيهن العفة والشرف ومهما تغزلت بالدواوين وكلام الشعراء رددت عليك بقول الله تعالى بخير نعت ووصف وصفك ووصف أمثالك بخير مثال {إنهم في كل وادٍ يهيمون وأنهم يقولون ما يفعلون } فلمعت شمس الشرف على محيا تلك القارورة الشريفة والأخت اللطيفة فأضاء لها نور ملأ أرجاء الكون وكتب بشعاع الشمس وبقلم الالنزاك والعفة على كبد السماء على غيمة بيضاء أبيات للشاعر علي بن زين العابدين شاعر الحرم يقول فيها :
لعيون الزرق لا تعجبني = إنني أهوى العيون العسلية
يافتاة الغرب لا تندفعي == إنني أهوى فتاتي العربية
دينها الإسلام قد هذبها == وارتضاها عفة فضلى تقية
صاغها الله عفافا وتقى == وانتقاها من خيار البشرية
حرة النفس منيعا عرضها == سمحة الأخلاق من رجس نقية
الوفاء المحض من شيمتها == والحياء الحق سيماها الجلية
رقة في حشمة في طاعة == تلك والله صفات قدسية
لم تكن قبلي لغيري متعة == لا ولن تغدو لغيري في العشية

وفي الختام الكلام كلام ولكن هل تجد من يسمع هذا الملام ويعتبر بهذا الكلام فالأنثى جوهرة الجواهر ودرة الدرر سليلة المجد شرفها حجابها مهما ضعف منه الوشاة الحاقدين هذه خاطرة انبعثت من صميم القلب لكل فتاة في هذا المنتدى وغيره ويشهد الله أنها خاطرة لم أرد بها إلا النصح والإرشاد لكل أخت عزيزة على قلب أخوها المسلم يعزي عليّ رؤيتها خّراجة ولاجة صاخبة في الأسواق هذا كلامي ولكم من أحلى السلام من الله السلام فالسلام خير ختام الكلام .

من دفاتر القلب المكنونة وانتظروا الليلة الثانية من ألف ليلة وليلة قريباً إن شاء الله







التوقيع

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir