العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-25-2011, 03:02 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

مشرفة

 
الصورة الرمزية لمسة وفآء
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

لمسة وفآء غير متصل


شرح حديث (يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر »

[frame="13 98"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر » رواه الترمذي .



تأملوا هذا الكلام الذي كتبه العلامة ابن سعدي قبل 65 سنة في شرح حديث


«القابض على دينه»


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم . أما بعد:

فقد أعجبني ما كتبه العلامة ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث، وهو

آخر حديث في كتابه النفيس «بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح

جوامع الأخبار» :


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر » رواه الترمذي .

وهذا الحديث أيضا يقتضي خبرا وإرشادا .

أما الخبر ،

فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه ، ويكثر

الشر وأسبابه ، وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل ، وهذا

القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة ، كحالة القابض على الجمر ، من قوة

المعارضين ، وكثرة الفتن المضلة ، فتن الشبهات والشكوك والإلحاد ، وفتن

الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا وانهماكهم فيها ، ظاهرا وباطنا ، وضعف

الإيمان ، وشدة التفرد لقلة المعين والمساعد
.

ولكن المتمسك بدينه ، القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق التي لا يصمد لها إلا

أهل البصيرة واليقين ، وأهل الإيمان المتين ، من أفضل الخلق ، وأرفعهم عند

الله درجة ، وأعظمهم عنده قدرا .


وأما الإرشاد ،

فإنه إرشاد لأمته ، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة ، وأن يعرفوا أنه لا بد

منها ، وأن من اقتحم هذه العقبات ، وصبر على دينه وإيمانه - مع هذه

المعارضات - فإن له عند الله أعلى الدرجات ، وسيعينه مولاه على ما يحبه

ويرضاه ، فإن المعونة على قدر المؤونة .


وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف

الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ، فإنه ما بقي

من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ، إيمان ضعيف ، وقلوب

متفرقة ، وحكومات متشتتة ، وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين ، وأعداء

ظاهرون وباطنون ، يعملون سرا وعلنا للقضاء على الدين ، وإلحاد وماديات ،

جرفت بخبيث تيارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان ، ودعايات إلى فساد

الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق .



ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا ، بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ، وأكبر همهم

، ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ، والإقبال بالكلية

على تعمير الدنيا ، وتدمير الدين واحتقاره والاستهزاء بأهله ، وبكل ما ينسب إليه

، وفخر وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشررها

وشرورها قد شاهده العباد .



فمع هذه الشرور المتراكمة ، والأمواج المتلاطمة ،

والمزعجات الملمة ، والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة -

مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث .



ولكن مع ذلك ، فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله ،

ولا ييأس من روح الله ، ولا يكون نظره مقصورا على الأسباب الظاهرة ،

بل يكون متلفتا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب ، الكريم الوهاب ، ويكون

الفرج بين عينيه ، ووعده الذي لا يخلفه ، بأنه سيجعل له بعد عسر يسرا ،

وأن الفرج مع الكرب ، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات


فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال : " لا حول ولا قوة إلا بالله " و" حسبنا الله

ونعم الوكيل . على الله توكلنا . اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى . وأنت

المستعان . وبك المستغاث . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ويقوم بما

يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة . ويقنع باليسير ، إذا لم يمكن الكثير
. وبزوال بعض الشر وتخفيفه ، إذا تعذر غير ذلك

: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } ،

{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
[ الطلاق : 2 ، 3 ، 4 ]

منقول




[/frame]






التوقيع

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir