العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-29-2012, 06:43 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

مشرفة أقسام

 
الصورة الرمزية غيوض
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

غيوض غير متصل


Share7 وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى






ان الحمد لله، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا،

من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه.

وبعد ...




من قواعد القرآن الكريم

(وَقَدْ
خَابَ مَنِ
افْتَرَى)

الدكتور عمر بن عبدالله المقبل


نقف فيه مع قاعدة من قواعد التعامل مع غيرنا،
ومن القواعد التي تعالج شيئاً من الأخلاق الرذيلة

عند بعض الناس، تلكم القاعدة هي قوله تعالى:

{وَقَدْ
خَابَ مَنِ
افْتَرَى}.
وهذه الآية الكريمة، وضاءة المعنى، بديعة السبك والحبك،
جاءت في سياق قصة موسى مع فرعون ـ

الذي قضى حياته افتراء على الله ـ وسحرته الذين هداهم الله،
يقول سبحانه وتعالى عن فرعون:

{قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)
فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى

وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ
وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى
(61)
فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} [طه: 56 - 62].


والافتراء يطلق على معانٍ منها: الكذب، والشرك، والظلم،
وقد جاء القرآن بهذه المعاني الثلاث، وكلها تدور على الفساد والإفساد(1).

قال ابن القيم: مؤكداً اطراد هذه القاعدة:
(وقد ضمن سبحانه أنه لا بد أن يخيب أهل الافتراء ولا يهديهم وأنه
يستحتهم بعذابه أي يستأصلهم)(2) اهـ.


وإنك ـ أخي المتدبر ـ إذا تأملت هذه القاعدة وجدت في الواقع ـ
وللأسف ـ من له منها نصيب وافر، وحظ حاضر سافر، ومن ذلك:

1 ـ الكذب والافتراء على الله، إما بالقول عليه بغير علم بأي صورة من الصور،
استمع لقول ربنا تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ
افْتَرَى
عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ [الأنعام: 93]}.
وقد دلّ القرآن على أن القول على الله بغير علم هو أعظم المحرمات
على الإطلاق! قال تعالى:

{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ
بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانً
ا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]

وأنت إذا تأملت في هذا الأمر: وجدت أن المشرك إنما
أشرك لأنه قال على الله بغير علم!
ومثله الذي يحلل الحرام أو يحرم الحلال، كما حكاه الله
تعالى عن بعض أحبار بني إسرائيل.


وكذا الذين يفتون بغير علم، هم من جملة المفترين
على الله سبحانه وتعالى، قال تعالى:

{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا
حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ

عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].

وكلُّ من تكلم في الشرع بغير علم فهو من المفترين على الله:
سواء في باب الأسماء والصفات، أو في أبواب الحلال والحرام،
أو في غيرها من أبواب الدين.


ولأجل هذا كان كثير من السلف يتورع أن يجزم بأن ما يفتي ب
ه هو حكم الله إذا كانت المسألة لا نص فيها، ولا إجماع، قال بعض السلف:
"ليتق أحدكم أن يقول: أحل الله كذا وحرم كذا فيقول الله له كذبت
لم أحل كذا ولم أحرم كذا".
"ولهذا لما كتب الكاتب بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
ا حكماً حكم به، فقال: هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر! فقال:
لا تقل هكذا، ولكن قل: هذا ما رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.


وقال ابن وهب: سمعت مالكاً: يقول:

"لم يكن من أمر الناس، ولا من مضى من سلفنا،
ولا أدركت أحداً اقتدي به يقول في شيء: هذا حلال وهذا حرام،

وما كانوا يجترئون على ذلك، وإنما كانوا يقولون: نكره كذا،
ونرى هذا حسنا فينبغي هذا ولا نرى هذا".

فعلى من لم يكن عنده علم فيما يتكلم به أن يمسك لسانه،
ويقبض مِقوَله، وعلى من تصدر لإفتاء الناس أن يتمثل هدي
السلف في هذا الباب، فإنه خير مقالاً وأحسن تأويلاً.


2 ـ ومن صور تطبيقات هذه القاعدة القرآنية:

ما يفعله بعض الوضاعين للحديث ـ في قديم الزمان وحديثه ـ
الذين يكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم ويفترون عليه:
إما لغرض ـ هو بزعمهم ـ حسنٌ كالترغيب والترهيب، أو لأغراض
سياسية، أو مذهبية، أو تجارية، كما وقع ذلك وللأسف منذ أزمنة
متطاولة وأيام غابرة!


وليعلم كل من يضع الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم أنه
من جملة المفترين، فلن يفلح سعيه، بل هو خاسر وخائب كما قال ربنا:
{وَقَدْ
خَابَ مَنِ
افْتَرَى}، ولا ينفعه ما يظنه قصداً حسناً ـ كما زعم بعض الوضاعين
ـ فإن مقام الشريعة عظيم الشَّأو، وجنابها مصون ومحترم، وقد أكمل الله الدين،
وأتم النعمة، فلا يحتاج إلى حديث موضوع ومختلق مفترى، يُضلُّ ولا يكاد يبين،
وليست شريعةٌ تلك التي تبنى على الكذب، وعلى منْ؟ على رسولها
صلى الله عليه وسلم؟


ومن المؤسف المقلق أن يُرى لسوق الأحاديث الضعيفة والمكذوبة
رواجاً في هذا العصر بواسطة الإنِّترنت، أو رسائل الجوال؛ فليتق العبدُ ربَّه،
ولا ينشرن شيئاً ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتثبت
من صحته عنه.


3 ـ ومن صور تطبيقات هذه القاعدة القرآنية الكريمة المشاهدة في الواقع:

ما يقع ـ وللأسف الشديد ـ من ظلم وبغي بين بعض الناس، وهذا
له أسبابه الكثيرة، لعل من أبرزها:
الحسد ـ عياذاً بالله منه ـ والطمع في شيء من لعاعة الدنيا،
أو لغير ذلك من الأسباب، ويَعْظُمُ الخطب حينما يُلبِّسُ بعضُ الناس
صنيعه لبوسَ الدين؛ ليبرر بذلك فعلته في الوشاية بفلان، والتحذير من فلان بغياً وعدواناً.
ولقد وقفتُ على كثير من القصص في هذا الباب، منها القديم ومنها المعاصر،
اعترف أصحابها بها، وهي قصص تقطع الكبد ألماً، وتفت الفؤاد فتًا، بسبب
ما ذاقوه من عاقبة افترائهم وظلمهم لغيرهم، وكانت عاقبة كذبهم خسرا.


وكما قال الكيلاني:

الصدق من كرم الطباع وطالما *** جاء الكذوب بخجلة ووجوم

اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فأقرر أعيننا من رضوانك يا رب العالمين.
اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين،







التوقيع



شكرًا سليكو

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir