﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 10]:
قال ابن كثير: "وقوله ﴿ بِما كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ وقُرِئَ "يُكَذِّبُونَ"، وقد كانوا متصفين بهذا وهذا، فإنهم كانوا كَذَبَةً، ويكذبون بالغيب يجمعون بين هذا وهذا".
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: "هذا وصفهم: التكذيب والكذب؛ فهم يكذِّبون بالحق وينكرونه، ويكْذِبون على الناس في دعواهم الإسلام، وقولهم: إنهم مسلمون وإنهم مصدقون هو كذب؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون: 1]، ومرض التكذيب والشك أعظم المرض، مرض البدن سهل، مرض البدن يُعطَى عليه أجرًا، ويُثاب عليه، ويُحطُّ به الخطايا، لكن مرض الشك يسبب الولوج في النار، نعوذ بالله وغضب الجبار، وكلما زاد شكه، زاد مرضه، كلما كذب بآية أو شك في آية أو في حديث، زاد مرضه؛ ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴾ [البقرة: 10]، بما يوحي إلى نبيِّه من الآيات والأحاديث والأحكام، كلما جاء شيء، زاد مرضه نسأل الله العافية، بخلاف المؤمنين، فإنه يزداد إيمانهم ويزداد هداهم، فهؤلاء ضد هؤلاء، نسأل الله العافية[13].