أخذت العديد من المطاعم ومحلات العصائر على عاتقها وضع إعلانات لافتة لترويج بعض الأطعمة والمشروبات بوضع كلمات عصائر العرسان أو وجبات المتزوجين والعرسان أو للمتزوجين فقط وهي عبارات تثير فضول وتساؤل صغار السن ورغبتهم في معرفه محتوياتها تقول مها محمد متزوجة من 4 سنوات تعرضت كثيرا لمثل تلك النصائح من صديقاتي بأن آكل السمك وأشرب عصير التوت وغيرها من المأكولات ووصفت لي خلطات ولكن لم أكن أؤمن بان لها تأثيراً على الرغبة الجنسية بالإنسان.
وتضيف فاطمة إبراهيم أن أكثر من يؤمن بتلك الوصفات والأكلات هم الرجال فعندما كنت في بداية زواجي كان زوجي حريصا على تلك المأكولات مثل الجمبري والشكولاته والمأكولات البحرية بشكل عام ولم أكن أعلم سبب تناوله لها وعندما استفسرت علمت أنها لتقوية الرغبة الجنسية لديه.
كما بين صالح عبد الله يحرص الكثير من المتزوجين وخصوصا الشباب المقبلين على الزواج على تناول مثل تلك الوجبات والمشروبات والبعض منهم يتناول خلطات تم وصفها لهم من محلات العطارة وكل ذلك خوفا من فشل قدرة الرجل. ويقول بالنسبة له فإن فكر بذلك فسوف يتجه للشيء الطبيعي لأنه إن لم ينفع لا يضر بإذن الله.
وقال سعد العمري من جدة توجد لافتات كبيرة لمحلات العصائر والمأكولات التي كتب عليها (للمتزوجين فقط) أو (عصير العريس) مما يجعل الكثيرين ومنهم أنا يشعرون بالفضول لتناول هذه الأشياء ومعرفة ما تقوم به من مفعول, بدون العلم ما إذا كانت هذه المأكولات والمشروبات مفيدة للجميع أم لا".
وتضيف علا محمد 28 سنة متزوجة ولديها طفلان "أظن أن الإيحاء النفسي بقدرة هذه المأكولات مثل الجرجير والزنجبيل والجنبري على تقوية القدرة الجنسية هو ما يساعد فعلا المتزوجين حديثا, فالعامل نفسي بشكل أكبر من أن يكون عضوياً أو يتعلق بالأكل والشرب". ويقول حاتم هلال "في فترة إعدادي للزواج وفي الفترة الأولى من زواجي كنت كثير الانجذاب لمثل تلك الأشياء على أساس أنها مقويات للرغبة الجنسية ومن ناحية أخرى خوفا من أن تفشل رجولتي أمام زوجتي وكنت أعتقد أن المواد المركبة لدى العطارين وبعض المواد الطبية تحمل لي الفائدة وتمنع عني الخوف لا أنكر أنها جلبت لي الحظ السعيد لكن الآن أعاني من مشكلات كثيرة لم أكن أتوقعها نهائياً".
استشاري التغذية بمستشفى أبها الخاص الدكتور خالد الثميري يرى "أن هذه الإعلانات وسائل دعائية غير واقعية وأنه لا توجد أي دراسات علمية أو أبحاث تؤكد أن لهذه الأطعمة والمشروبات آثاراً على القدرة الجنسية".
وأبان الثميري أنها مجرد اعتقادات يتداولها المتزوجون والمقبلون على الزواج وتروج لها الوسائل الدعائية وأضاف أن العصائر المصنعة تضم منشطات للجسم بشكل عام وتزيد من نبضات القلب لأنها تحفز الأدرياتين ولا تؤدي إلى الزيادة في العلاقة الجنسية وإنما تحفز الدورة الدموية وتزيد من تدفق الدم لكل أعضاء الجسم وذلك ينطبق على الكافيين الموجود في القهوة والشاي والزنجبيل وأشار أن ما ثبت علميا هو دور السمك والكافيار والروبيان في زيادة الإخصاب لأنها تحتوي على مادة الفسفور المغذية والمفيدة جنسيا بحيث تقوي القدرة الإنجابية, وكذلك المأكولات الحارة مثل المأكولات الهندية والزنجبيل كونها تقوم بتهيج الدورة الدموية في الجسم ليصل الدم إلى الجهاز العصبي وليس لها أي تأثير على القدرة الجنسية.
وأن هذه القدرة لا تتأثر إلا عند وجود مواد دوائية مثل الفياجرا التي تؤدي إلى تغيرات في الجسم واسترخاء في الأوردة وتدفق الدم إلى العضو الذكري وحذر من استخدام هذه العقاقير المقوية إلا عند الحاجة وبعد استشارة طبيب مختص, وكذلك الأعشاب والخلطات يجب أن توصف من قبل شخص مختص وخبير حتى لا يؤدي ذلك إلى نتيجة عكسية مشددا على أهمية تناول الغذاء المتوازن والبعد عن الإرهاق والتعب.
كما أكد استشاري التغذية بعيادات أدفانس كلينك بجدة نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد مدني أن الغذاء الصحي المتوازن هو الأساس في العلاقة الجنسية وقال لابد أن يضم الغذاء الفيتامينات والمعادن والبروتينات والدهون والكربوهايدرات والماء التي تمد الجسم بالطاقة ليقوم الجسم بكافة وظائفه الحيوية ومنها الجهاز التناسلي وحذر من وجود مقويات دوائية في هذه العصائر التي لا يعرف محتواها، مبينا أن هذه المواد قد تمثل خطورة على صحة الإنسان وخاصة أنها قد تستهوي فضول بعض صغار السن مما قد يؤذيهم صحيا.
أما الدكتورة والمستشارة الاجتماعية ليلى الأحدب فتقول قبل طرح هذا السؤال كان لدي مريضة في العيادة تعاني من إصابتها بسن يأس مبكر منذ أن كانت بعمر 35 سنة، فسألتها عن السبب وهل أصيبت بنزف شديد بعد ولادة أو تعرضت لعملية تجريف رحم (كورتاج) جائر، فأجابتني بالنفي لكنها سألتني إن كان لبعض الأدوية الشعبية تأثير، فسألتها عن ماهية هذه الأدوية الشعبية فإذا بها كانت تتناولها منذ عمر 25 سنة بغاية زيادة الشهوة الجنسية، فأخبرتها أن هذه العقاقير هي السبب لأنها ترفع مستويات هرمون الذكورة في الدم لدى الذكر والأنثى، فتحصل فورة في النشاط الجنسي لكن يتبع ذلك الاستخدام المتكرر تفعيل في الخط الراجع في الجسم حيث إن زيادة هرمونات الذكورة من مصدر خارجي تؤدي إلى نقص الهرمونات الصادرة عن الغدة النخامية والمسؤولة عن عمل الخصيتين أو المبيضين، مما يعني نقص هرمون التستوسترون لدى الذكر ونقص هرمون الأستروجين لدى الأنثى، وهو ما يتظاهر بسن يأس مبكر لدى الرجل والمرأة.
وترى الأحدب على هذا, أن من الخطأ الفادح أن يتناول المرء – ذكرا كان أو أنثى – وهو في سن الشباب أياً من المقويات الجنسية، والتي تؤدي إلى ربح عاجل وخسارة آجلة، والأفضل الاعتماد على القوة الطبيعية وما وهب الله سبحانه الشباب من قدرة جنسية طبيعية تقل مع التقدم في العمر حيث لا مانع من استخدام بعض الأدوية شرط ألا يكون لها أي تأثيرات على البدن عموما والقلب خصوصا؛ وإن كنت أرى أن القبول بين الطرفين سواء كانوا شبانا أو شيبا هو الأفضل للوصول إلى الرضا الجنسي حتى لو لم يترافق مع الإشباع دائما، لأن العلاقة الزوجية ليست علاقة جسدية بقدر ما هي علاقة بين روحين تربطهما جسور الجسد، فأساس الحياة الزوجية هي المودة والرحمة ويأتي الإشباع الجسدي ليكون صلة الوصل للحصول على السكينة. وأشارت الأحدب إلى أن الثقافة الجنسية معدومة لدى الشباب والفتيات وإذا وجدت فهي تأخذ المنحى الخاطئ. كما ترى أن الأفضل هو "أن نبدأ بالتربية الجنسية منذ الطفولة".
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض الشجري
