عودة المسار الصاعد لسوق الأسهم ...

ما هي قصة هبوط سوق الأسهم وماذا يحدث فيه وهل موعد تداول اعمار الذي سيبدأ السبت هو أحد الأسباب التي أثرت على السوق..
«عكاظ» طرحت هذه التساؤلات على مختصين اقتصاديين وماليين.
في البداية قال الدكتور مقبل الذكير أستاذ الاقتصاد، جامعة الملك عبد العزيز أن هبوط السوق كان متوقعا منذ فترة. فالقصة متكررة.. شركات وضعها المالي ضعيف جدا أو هي شركات خاسرة، لكن المضاربة عليها ترفع أسعارها الى مستويات خيالية، جعل مكرر أرباح بعضها يتعدى رقم ألف ( يعنى تنتظر الف سنة لتعيد رأس مالك من واقع عوائدها) . بينما شركات قوية ماليا كشركة الاتصالات يبقى سعرها ثابتا لفترة طويلة حول مائة ريال ؟

واضاف السبب المباشر لتراجع السوق في الفترة الراهنة هو إعلان موعد تداول اعمار، وخوف كثير من المتعاملين من أن يؤدي تداولها الى سحب سيولة وتغيير المراكز من قبل كبار اصحاب رؤوس الأموال من المهتمين بشراء اسهم اعمار. وهناك أثر نفسي قاس لدى قطاع عريض من المتداولين مما جرى للسوق عند تداول اسهم شركة ينساب ، والجميع متخوف من تكرار المأساة. واعتقادي الشخصي ان هذا التخوف مبالغ فيه. فالظرف مختلف جزئيا من نواحي متعددة. وعلى الرغم من هبوط السوق في الأيام القليلة الماضية، إلا أني لا أتوقع أن يكون لتداول سهم اعمار تأثير سلبي عميق وقوي جدا على السوق هذه المرة، كما حدث للسوق عند طرح سهم ينساب. لأن السوق حينذاك كان قد بلغ حدا عاليا لجميع الشركات القيادية وغير القيادية. أما الآن فالارتفاع نال اسهم شركات المضاربة الضعيفة ماليا أكثر مما نال اسهم الشركات القيادية. كما ان انهيار فبراير الماضي كان نتيجة لتراكم عدد من الأسباب الأخرى غير الموجودة الآن، كقرارات إدارة الهيئة السابقة بشأن معاقبة وتوقيف بعض المضاربين و تغيير سياسات نسب التذبذب المسموح بها يوميا. لكن مع ذلك فيجب ان لا ننسى ان سوء وتعطل نظام التداول لدى عدد من اكبر بنوكنا، هو واحد من العوامل التى تزيد من تدهور السوق وسحب السيولة نظرا لتخوف كثيرين من تعليق اوامرهم او عدم تنفيذها فيؤثرون السلامة ويخرجون من السوق مبكرا.

بعد ان خرج مؤشر السوق من قناته الصاعدة، وكسر عدة نقاط دعم ، هابطا دون مستوى 11 الف نقطة وصولا الى 10730 ، أعتقد أن المؤشر بطريقه الى قاع سابق عند 10400 وربما يصل الى ما دون ذلك حتى مستوى 10220 نقطة.
الحقيقة أن سوقنا غريب. فهناك قاع لمؤشر السوق ، كما أن هناك قاعا لكل سهم من تلك الأسهم التي لا تخضع كثيرا في تحركاتها لمؤشر السوق. لكن نظرا لأن كل هبوط لابد ان يتلوه صعود، فالسوق سيعود للصعود خاصة إذا وصلت أسعار أسهم الشركات القيادية إلى مستويات مغرية جدا للشراء. ويجب أن نتذكر أن هبوط المؤشر في شهر أكتوبر من كل سنة هو أمر متكرر نظرا لأنه الربع الذي ينتظر فيه الجميع النتائج المالية للربع الثالث من السنة، وهو أهم ربع تتضح من خلاله أرباح الشركات ونتائجها المالية طوال العام التي تحدد مستوى نموها. طبعا هذا وضع وتحليل ينطبق على الشركات القيادية التي ينتظر أن يكون لها نمو مستقبلي. أما شركات المضاربة فهذه لا يحكمها منطق وإنما تحركها تصرفات مضاربية بحته.
ومن جانبة قال الدكتور عابد العبدلي أستاذ بقسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة أم القرى لعل أهم الأسباب التي أدت إلى هبوط المؤشر الحاد هي تكمن من نواح متعددة، فمن الناحية التنظيمية تكمن في هشاشة بيئة السوق التنظيمية والقانونية والتي لا تزال على حالها منذ زمن. ومن ناحية أخرى، سوء إدارة إدخال وتنفيذ الأوامر من جهة البنوك وتكرار تعطل سيرفيراتها خاصة في فترات تنشط فيها أوامر البيع، ومثل هذه الأعطال أصبحت تتكرر دون محاسبة ولها دور كبير في اهتزاز السوق، عندما تتكدس او تتعلق أوامر البيع والشراء. وفنيا، فاعتقد أن الإعلانات عن الاكتتابات القادمة ربما كان له دور في خلق دورات سوقية قصيرة، وهي الدخول والخروج السريع.
واضاف لا اعتقد أن السوق يحترم كثيرا المؤشرات الفنية طالما أن السوق غير مستقر ولا يزال مضطربا، فكل نقاط الدعم والمقامة لن تتحكم في اتجاه السوق، لكن لو افترضنا استقرار السوق فاعتقد أن كسر المؤشر حاجز 10 الاف نزولا يعطى إشارة مقلقة خاصة وانه بقى يقاوم مدة طويلة فوق هذا الحاجز، وإذا استطاع أن يتجاوزها فربما تكون كسر مقاومة وهمي.
وتوقع العبدلي عودة السوق للمسار الصاعد بعد الانتهاء من الاكتتابات على الأقل الشركات الكبيرة، وربما تكون فترة ما بعد رمضان وعلى الأكثر بعد موسم الحج يكون هناك انفراج ويدخل المؤشر ان شاء الله قناة صاعدة.

عكاظ

JOKAR