العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات الأدبيـــــــة > منتدى التراث الشعبي والقصص
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-2006, 11:00 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية خوية البران
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

خوية البران غير متصل


الغـــــــدر

الغــــدر -جمعان الكرت

بعد جدل ملأ الأشداق.. امتطى غرسان صهوة التحدي، وحشا بندقيته عبوة الموت.. وتأرجحت ماسورة البندقية يمنة ويسرة لتحدق فوهتها في طائر فرد جناحيه الطويلين في الفضاء.. بنشوة ضغط على الزناد لفظت البندقية قطعة من النار لتستقر في أحشاء الطائر الأسود صفق بجناحيه ليسقط كالمستغيث.. تراخى جناحاه، هوى بجسده الصغير ليسقط في منتصف السوق.. نفض ريشه، رقص رقصة الموت.. الدم يتقاطر.. والعيون تحدق فيه.. قبض غرسان على بندقيته بشيء من الغرور.. قبلها ثمة حرارة لسعته وانبعث دخان إلى انفه.. شمها بشيء من الراحة.. همس صارخ وصل إلى أذنيه.. حشد تحلق على مرمى الحجر.. الهواء حمل إليه.. قراراً خطيراً – غرسان خرق عقود السوق.. القاتل يقتل.. يقتل.. لحظات.. وأيد كأنها قدت من أشجار العتم تشابكت في حركة أحادية لتقبض عليه.. وساقته إلى منتصف السوق إلى جوار الطائر الأسود – السوق يعج بحركة وأصوات الباعة والمشترين.. وأحكمت تلك الثلة الوثاق على يديه بحبل من جلد البقر.. تشاورا فيما بينهم. أحدهم قال.. أهدروا دمه وإلا سوف تستقر رصاصته في رؤوسكم.
الثاني: هل نأخذ رأسه برأس طائر عديم الفائدة.
الثالث: بماذا نواجه القبائل فيما بعد؟
الرابع: خرق عقود السوق.. ومن ينقضها لزاماً يموت، استقر الرأي لدى رجل ناهز الثمانين.. قد استطالت لحيته البيضاء لتغطي رقبته.. قال.. اقتلوا (ابن مطر) واسفكوا دمه.. هذا الحل من رجل حكيم.. ولا غير، حدقت فوهة بندقيته التي تعطرت بقبلته قبل قليل، وأطلقت نار الموت لتستقر في أحشائه نز دمه كنبع ماء.. اندلق على التراب تخبط في دمه – لفظ أنفاسه، حملوه على آلة حدباء.. قذفوا به على قارعة الطريق أمام دار والده.
خرج رجل هرم تبدو علامات القوة في زنديه وملامحه.. خرج كصقر ينتظر الفريسة.. رأسه يكاد يرتطم في جباهة الباب الخشبي المنقوش.. وخز يدق تحت أضلاعه اليسرى كنقر عصوين على الطبل.. لمح ابنه مسجي في ثياب حمراء وبندقيته تعتلي جسده عرف أن في الأمر شيئاً هاماً.. أحدهم تقدم بخطى وئيدة إليه وقال: ابنك خرق عقود السوق.. وهذا جزاؤه تظاهر مطر بالابتسامة.. ابتسامة الغدر وهمهم في الحين.. الانتقام.. الانتقام. ولكن كيف لرجل هره ووحيد أن يقف عكس التيار.. التيار قوي.. والقدر أقوى.. القدر يا أبا غرسان فلذة كبدك يفتد من أجل طائر مشؤوم.. قال ونشبت آهة في صدره.. الأمر هين يا جماعة الخير، الأمر هين، هو يستاهل ما جاه، ولا بد من الحفاظ على عقود السوق.. وأطلب منكم الاعتذار يا رؤوس القبائل.. أشاح بوجهه نحو منزله وقال بصوت مكلوم لقد قلتها يا صرّام. تشاوروا جمعوا رأيهم أدلقه كبيرهم ذو الثمانين خريفاً.. واجب العذر من أبيه.. الذي أوقد النار وأفاض الماء على القدور وأعد عشاءً وفيراً يليق بلحاكم وبياض وجوهكم. اجتمع القوم.. يتراشقون الحديث ويعبون من أقداح القهوة المهيلة.. انتظارا للحم اللذيذ والمرق ليدهن الصدور ويذيب الدم المحموم الذي أهرق صباح هذا اليوم.. دقائق والأحجار تحولت إلى جمرات لاسعة.. تفر منها الأجساد.. هموا بالخروج ألسنة النار تتقد.. أبو غرسان أضرم النار في هشيم القصب والحطب الذي جمعه من ساعة رؤيته الدم المسفوح الذي شوته شمس الصيف.
العيون تلونت.. والأجساد تلدنت.. الخروج.. الخروج.. غرسان غدر بكم!

ام هزاع







التوقيع






اسرة خوية البران الكريمة :


رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir