من قوانين الحركة أن يتم النزول نحو الأسفل و الصعود نحو الأعلى ولكننا هنا سنتحدث عن العكس أن تنزل نحو الأعلى !!! هل يمكن ذلك ؟ و كيف ؟
أخي العزيز و أختي العالية من تواضع لله رفعه
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد
السجود في المنظور الحركي هبوط نحو الأسفل لكنه أعظم رفعة و أشرف رقي
و من صفات المؤمنين أنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين و الذلة هنا هي التواضع و الرحمة و ليست الذل و المهانة و هنا يتم النزول نحو الأعلى
و دعونا نضرب الآن مثالاً حركياً منطقياً أن تدخل مبنى يتم فيه النزول أربع درجات كي تصعد بعدها مصعداً ينقلك إلى أعلى طابق وهنا منطلق نظرية النزول نحو الأعلى
و بمثال إنساني وواقعي أوضح
شخص ما لديه عمل في مكان مميز و منصب رفيع و راتب كبير لكن عمله فيه الكثير من الحرام كالربا و الرشاوى و الاحتيال و فيه الكثير من الذل و المهانة كونه تابع مباشرة لشخص أعلى منه رتبة و يسيطر عليه تماماً
فكر ذلك الشخص مرة بأن يجد عملاً أقل راتباً و بلا مناصب لكنه عمل شريف و نزيه و كريم يكون فيه حراً و سيد نفسه
وهنا يكون قد نزل نحو الأعلى لأنه اختار الطريق الصحيح و المكان المناسب
أن تترك مكاناً يعطيك منصباً لكنه يأخذ منك كرامتك و يجردك من مبادئك و قيمك و أخلاقك
هنا تنزل لترتفع
و بالمقابل عندما تتخلى عن قيمك و مبادئك و كرامتك لأجل رغبات دنيوية و مناصب و مال حرام فأنت ترتفع في منظورك الدنيوي المحدود لكنك صعدت نحو الهاوية و ستهبط أكثر فأكثر نحو القاع
الأمر أشبه بأن ترتفع إلى سطح بناء ثم ترمي نفسك نحو القاع
هذه هي قوانين الحركة في المجتمعات النزول صعوداً و الصعود نزولاً و المهم أن تجد مكاناً تبقى فيه أنت أنت و أن يكون هدفك سامياً و عندها لن تتأثر بتلك التعرجات و ستعبر الطريق المستقيم
و تحية للجميع