العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى الـحِـوار والنِقـَاش
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-19-2009, 12:15 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

الأمــيـــر

 
الصورة الرمزية المايسترووو
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

المايسترووو غير متصل


هل أُعلمه الأدب أم ....!!

في كل صباح يقف عند كشكه الصغير
ليلقي عليه تحية الصباح
ويأخذ صحيفته المفضله
ويدفع ثمنها وينطلق
ولكنه لايحظى إطلاقاً برد من البائع
على تلك التحيه!
وفي كل صباح أيضاً يقف بجواره شخص آخر
يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها
ولكن صاحبنا لا يسمع صوتاً لذلك الرجل
وتكررت اللقاءات أمام الكشك بين الشخصين
كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه
وظن صاحبنا أن الشخص الآخر أبكم لا يتكلم
إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم
يربت على كتفه وإذا به يتكلم مُتسائلاً:
لماذا تُلقي التحيه على صاحب الكشك ؟
فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضيه
وكنت في معظم الأيام ألتقي بك
وأنت تشتري صحيفتك اليوميه فقال صاحبنا :
وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟
فقال: وهل سمعت منه رداً طوال تلك الفترة؟
فقال صاحبنا: لا
قال: إذاً لم تُلقي التحية على رجل لا يردُها ؟
فسأله صاحبنا : وما السبب في أنه لا يرد التحيه برأيك؟
فقال : أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب
وهو لا يستحق أساساً أن تُلقى عليه التحيه
فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب ؟
قال: نعم قال صاحبنا:
هل تُريدني أن أتعلم منه
قلة الأدب أم أعلمه الأدب!!
فسكت الرجل لهول الصدمه
ورد بعد طول تأمل:
ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحيه
فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تُريدني أن أتعلم منه
قلة الأدب أم أعلمه الأدب!!
ثم عقب قائلاً: يا سيدي أياً كان الدافع
الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا
فإن ما يجب أن نؤمن به أن
خيوطنايجب أن تبقى بأيدينا
لا أن نُسلمها لغيرنا
ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه
لتمكن هو مني وعلمني سلوكه
الذي تُسميه قلة أدب!
وسيكون صاحب السلوك الخاطئ
هو الأقوى وهو المُسيطر
وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط
من السلوك الخاطئ
ولكن حين أُحافظ على مبدئي
في إلقاء التحية على من ألقاه
أكون قد حافظت على ما أؤمن به
وعاجلاً أم آجلاً سيتعلم سلوك حُسن الخلق
ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ
يشبه أحياناً السم أو النار
فإن ألقينا على السم سماً زاد أذاه
وإن زدنا النار ناراً أو حطباً زدناها إشتعالاً
صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ
على أستقلال كل منا
ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله
نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم
أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا
وسيعلموننا ما نكرهه فيهم
وسيصبح سلوكهم نمطاً مميزاً لسلوكنا
وسيكونون هم المنتصرين
في حلبة الصراع اليومي بين الصواب والخطأ
ولمعرفة الصواب تأمل معي
جواب النبي عليه الصلاة والسلام
على ملك الجبال حين سأله:
يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟
فقال: لا إني أطمع أن يخرج الله من أصلابهم
من يعبد الله اللهم أهدي قومي
فإنهم لا يعلمون!
لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه
عليه الصلاة والسلام
أن تعدل سلوكه من الصواب إلى الخطأ
مع أنه بشر يتألم كما يتألم البشر
ويحزن ويتضايق إذا أهين كما يتضايق البشر
ولكن ما يميزه عن بقية البشر
هذه المساحة الواسعة من التسامح
التي تملكها نفسه
وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب
مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئاً أو شنيعاً
أو مجحفاً أوجاهلاً
ويبقى السؤال قائماً
حين نُقابل أُناساً قليلي الأدب
هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم نُعلمهم الأدب ؟







للدكتور / ميسره طاهر






التوقيع




رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:18 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir