اهداء الى مشرفتنا الحبيبة سهر (العطر افضل مستودع لذكريات الماضي)

عطور تخضع لمزاجك وتتناغم مع بشرتك

أنفك دليلك



يقول الكاتب الإيرلندي اوسكار وايلد: إن المسك يصيب المخ بالحيرة، وبأن البنفسج يعيد إلى الذهن قصص الحب القديمة، ويرى الكاتب الفرنسي مارسيل بروست ان العطر افضل مستودع لذكريات الماضي. وعندما سئلت مارلين مونرو عما تحب ارتداءه عند النوم، كان جوابها غريبا وجديدا في نفس الوقت وهو انها لا تنام من دون أن ترش عليها عطر شانيل رقم خمسة.. العطر الذي جعل من الآنسة كوكو شانيل مليونيرة بين ليلة وضحاها، وما زال الاكثر مبيعا في العالم. ما تؤكده الأبحاث والدراسات ان الأنف يحتوي على الاف الاعصاب الشمية، بل إن «حاسة الشم أقوى من النظر»، بدليل ان الطفل عندما يولد يعتمد على حاسة الشم أولا للتعرف إلى أمه وليس على أية حاسة أخرى. في لغة المال والأعمال هذه الحقيقة تعني انه يدر ملايين الارباح على الشركات المنتجة، وفي لغة الحياة اليومية وعالم الجمال تعني ببساطة أن عطرك مهم جدا، سواء من ناحية تأثيره على نفسيتك ومزاجك أو على من حولك، علاوة على أن طريقة اختيارك لك وتعاملك معه تعكس الكثير من شخصيتك وأسلوب حياتك، أي ما إذا كنت رومانسية أو رياضية، وفية أم متغيرة الاهواء والمزاج وهكذا، لذلك لا تستهيني بهذا التفصيل في روتينك اليومي. مما لا شك فيه انك في كل موسم وبعد ان تنتهي من شراء تلك الحقيبة التي حلمت بها طويلا، والحذاء الذي يتماشى معها ومع زيك، وبعد أن تكوني قد طلبت من خبيرة المحل بأن تساعدك على تجديد ماكياجك ومستحضراتك لتواجهي الموسم الجديد بأحسن حلة، ولا يبقي امامك سوى اختيار عطر يتناغم مع بشرتك ويتفاعل معها بشكل تشعرين معه بأنه صمم خصيصا لك، فإنك تصابين بالحيرة، فأي نوع ينعش إحساسك بالأنوثة ولا يصيبك بالصداع؟ عملية لا يمكن الاستهانة بها، لأنها شخصية جدا ولا ينفع معها مساعدة خبيرة، أو تزكية مجلة أو اسم الدار المنتجة أو المصمم. من تصريحات الراحلة كوكو شانيل، التي اصبحت اقوالا مأثورة في كتب الجمال والموضة: «ان امرأة من دون عطر هي امرأة من دون انوثة». وتوافقها الرأي المصممة دونا كاران التي طرحت عطرها الجديد «دونا كاران غولد» مؤخرا بقولها إن العطر هو اول وأهم طبقة تلامس الجسم والجلد مباشرة، وكل شيء آخر يتبع هذه العملية».
وإذا كان هذا رأي مصممة مخضرمة وأخرى عصرية، فإن الرجل يشاطرهما الرأي، فهو ينجذب، من دون وعي، إلى روائح معينة بغض النظر إن كانت المرأة جميلة أم لا، وهو ما يعبر عنه المصمم فالنتينو أحسن تعبير عندما يقول إن «المرأة يجب ان تدير الرؤوس وتدوخها بعطرها». دخول معظم المصممين صناعة العطور، ليس اعتباطا، فهو مؤشر على انها الدجاجة التي تبيض ذهبا، وبالتالي اصبحت لها مواسم وموضات مثلها مثل الأزياء تماما، وهذا يعني اننا نعيش في عصر لم يعد يعترف بعطر واحد تحبينه لأنه يتناغم مع جلدك فحسب، بل بعطر يتماشى أيضا مع أسلوبك في الأزياء والحياة. فليس من المعقول ان تلبسي معطفا مصمما بشكل هندسي ومؤثر مثل الذي رأيناه على منصات بالنساجا أو الثنائي فكتور ورولف ومقلدا من قبل العديد من المحلات الشعبية، مع عطر حلو وناعم يتراقص على نغمات وردية، أو فستان انثوي من ماركة «كلوي» مع عطر قوي ونفاذ، هذا على الأقل من وجهة نظر المسوقين. ولا حاجة هنا إلى التذكير أيضا بأن الموسم وطقسه ايضا يفرضان نفسيهما على اختياراتك. تقول دونا كاران: «بالنسبة لي فإن العطر يخضع لتغير المواسم. عندما يكون الجو حارا، فإنك تريد عطرا خفيفا ومنعشا، وعندما يكون باردا، فأنت تريده دافئا وقويا». هذا التسويق الذكي من قبل المصممين والشركات المنتجة انطلى على المرأة الشابة، التي لم تعد تميل إلى الإخلاص إلى عطر واحد، فهي تريد عطرا لكل مناسبة وحسب مزاجها. المزاج، خصوصا في ظل تشجيع مصممين كبار لهذا الاتجاه، وعلى رأسهم توم فورد، مصمم دار غوتشي سابقا، الذي طرح مؤخرا عطرا يحمل اسم «توم فورد بلاك أوركيد» وعلى ما يبدو ينوي طرح عطور أخرى إذا كان ما صرح به هو المؤشر: «أننا يمكن ان نعيش لحظات من حياتنا مع عطر معين، ثم نعيش لحظات أخرى مع عطر آخر وهكذا دواليك، وفي كل مرة يمكننا الحصول على شعور مختلف. فالعطر يغير المزاج.. ومن المهم جدا في الحياة ان نغير أمزجتنا بين الفينة والأخرى». المصممة كاران تقول إنها لا تمانع فكرة التغيير، لكنها في الوقت ذاته ليست ضد من تظل مخلصة لعطر واحد لسنوات أو العمر كله، على شرط ان تعثر على واحد يعكس شخصيتها ويمنحها الراحة النفسية «المهم ان تكوني مرتاحة معه، لأنه يصبح جزءا منك. بعض النساء لهن عطر واحد يرتبط بهن طوال الحياة، بينما البعض الآخر لهن عدة أنواع.. ليست هناك قاعدة واحدة يجب التقيد بها». والحقيقة ان العديد من النساء الناضجات حاليا يملن إلى الرأي الأخير، ربما لأن الروائح المتنوعة اصابتهن بدوخة. ففي أيام الآنسة كوكو شانيل كانت العطور تعد على أصابع اليد، أما الآن ففي كل موسم تظهر أسماء جديدة، بعضها تحاول إعادة مجد عطور كلاسيكية قديمة، بتخفيفها لتناسب روح العصر، وبعضها جديدة تدخل فيها خلاصات غريبة على أنوفنا، مما يبرر اننا بمجرد ان نعثر على عطر يدغدغ حواسنا حتى نصبح وفيات له إلى الأبد، أو على الأقل إلى حين نصادف عطرا آخر يغير مزاجنا إلى الأحسن.

كيف تختارينه

* الطريف ان بعض النساء بدأن يرين عملية شراء العطر مثل شراء أي اكسسوار آخر. تقول شارلين لايدلي، مديرة علاقات عامة: «عندما تتوجهين إلى محل لشراء حذاء، فأنت تفكرين فيما إذا كان سيناسب العمل والمشي أم السهرة، وتهتمين باللون وطول الكعب وكل التفاصيل، ونفس النظرية يمكن تطبيقها في اختيار العطور: واحد خفيف ومنعش بنغمات وردية للنهار، الثاني، مثير وساحر بنغمات شرقية للمساء، الثالث: خفيف بنغمات من الفواكه الحمضية عندما تتوجهين إلى ناديك الرياضي أو إلى ممارسة تمارين اليوغا. الرابع غني بالورود والأخشاب الثمينة أو المسك والعنبر للمناسبات الرومانسية. لكن الأساس في الاختيار ان تكوني في حالة مزاجية صحيحة عندما تتوجهين لشرائه، وأن لا تتعجلي الأمر». مما لا شك فيه ان العديدات منا يصبن بالحيرة عندما يتوجهن إلى المحلات الكبيرة، حيث تختلط الروائح ويصعب التمييز بينها، وتلعب الآلية التسويقية دورها في خلق المزيد من الحيرة، لذلك يفضل التوجه إلى المحلات المتخصصة الصغيرة. هنا ايضا لا تشعري بأنه عليك ان تخرجي محملة بعطر أو أكثر إذا لم تكوني مقتنعة تماما، فكل الخبراء يؤكدون: ـ انه لا حرج من السؤال ومن أن تشمي مجموعة كبيرة من الأنواع على الورق المخصص لهذه الغاية للتأكد، وتجنبي رشه على يديك، لأنك لن تحصلي على نفس النتيجة. ـ توجهي إلى السوق بروح الرياضية، أي ان لا تكون لديك فكرة مسبقة عن عطر معين، كأن يكون بخلاصات الفانيلا أو الورد، اطلقي العنان لأنفك ليكون دليلك. بعض النساء يخترن العطر حسب الاسم والماركة، وتكون لهن اراء مسبقة عن عطور لم يجربنها فقط لأنها غير مشهورة، لمساعدة هؤلاء على اختيار العطر المناسب من دون تأثيرات خارجية، ابتدعت سلفين ديلاكورت، من دار «غيرلان» والأنف وراء عطر «لانستون» L"instant خدمة مبتكرة تستغرق حوالي ساعة، تقوم فيها الخبيرة بتقديم مجموعة من العطور للزبونة بعد ان تنزع اسم العطر والماركة من على القارورة، حتى يستقر أنف الزبونة على العطر الذي تحبه من دون أي تأثيرات أو أفكار مسبقة. تقول سلفين: «الطريف ان العديد من الزبونات يصرحن في البداية انهن لا يملن إلى خلاصات بعينها، وبعد انتهاء الاختبار تكون المفاجأة انهن يخترن الخلاصات التي عبرن عن عدم ميلهن إليها. مواجهتهن للرائحة نفسها وليس للاسم والسمعة تجعلهن يخترن بطريقة صحيحة». ـ ينصح مصمم دار لانفان، ألبير إلبيز الذي طرح مؤخرا عطره الجديد «ريمور»: لا «تفكري فيما إذا كان العطر سيعجب صديقاتك أو زوجك أو والدتك.. فقط فكري في نفسك وفي علاقتك المباشرة معه». ـ بعد ان تتوصلي إلى العطر الذي يعجبك، ليس بالضرورة ان تشتريه في نفس اليوم، «فقط رشيه على ذراعك، أو اطلبي عينة منه، لتتأكدي أنك ما زلت تحبينه في المساء أو في اليوم التالي، وانه العطر الذي تريدين. والأهم من هذا انه يتفاعل مع بشرتك بطريقة عذبة» حسب نصيحة دونا كاران.

العطور والأقمشة

* هل تعرفين ان هناك عطورا تتفاعل مع بعض الأقمشة بطريقة أفضل من أخرى؟ الكشمير مثلا والمخمل والصوف والفرو يتناغمان اكثر مع العطور القوية التي تدخل فيها خلاصات مسك الروم والعنبر والبتشولي. بينما اقمشة خفيفة مثل القطن أو الكتان، فتتناغم مع خلاصات وردية خفيفة او حمضية وردية. ـ تجنبي رشه على الحرير لأنه يترك بقعا من الصعب التخلص منها، ولا على الأنسجة الاصطناعية، كما احذري رشه بعد ارتداء مجوهراتك، خصوصا اللؤلؤ لأنه يتلف بريقه وجودته. ـ إذا كنت تريدين عطرا انثويا فإن عطرا غنيا بخلاصات الورد هو الخيار الأول، لكن بالنسبة للخريف والشتاء، فيفضل دائما ان تدخل في قاعدته خلاصات دافئة. أما إذا كنت جريئة وتحبين المغامرة والتجديد، فإن العطور التي تدخل فيها بعض المكونات غير العادية مثل العنبر قد يكون مناسبا لك.