بيتُ القصيد | أنشيلوتي هزم جوارديولا قبل بدء المعركة !

بيتُ القصيد | أنشيلوتي هزم جوارديولا قبل بدء المعركة !





فارق "التحضير" بين كلا المدربين رسم ملامح معركة آليانز آرينا

حقق ريال مدريد فوزاً تاريخياً على حساب مضيفه بايرن ميونيخ برباعية نظيفة ورد كأفضل ما يمكن على تصريحات رومينيجه والتي قال فيها أن الريال ينتظره الجحيم في آليانز آرينا.

****

في الواقع، لا أريد تكرار الحديث نفسه حول انتهاء زمن التيكي تاكا أو أخطاء جوارديولا بعدم الدفع بلاعب ارتكاز دفاعي صريح "خافي مارتينيز" منذ بداية المقابلة أو اندفاعه الهجومي غير المبرر منذ الدقائق الأولى، ولكني أريد تسليط الضوء في هذا التحليل على أمر مهم جداً جداً برزت أهميته بشكل واضح جداً في موقعة آليانز آرينا ألا وهو "التحضير" للمباراة.

****

في رؤيتي المتواضعة جداً، فإن أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد تفوق على نظيره بيب جوارديولا في هذه النقطة بالتحديد تفوقاً هائلاً وهو ما تُرجم في النهاية على صورة نتيجة رقمية كبيرة لمصلحة الميرينجي.



لنبدأ بالحديث عن التحضير النفسي .. لاحظنا بكل وضوح الهدوء والثقة اللتان كانتا يلعب بهما عناصر ريال مدريد، في مقابل النرفزة والتوتر التي كانت مسيطرة كلياً على معظم لاعبي بايرن ميونيخ. عناصر الفريق البافاري انساقت وراء التصريحات الساخنة التي أطلقها رومينيجه والتي صورت مباراة كرة القدم على أنها معركة والملعب على أنه ساحة حرب. هنا كان يجب أن يأتي دور جوارديولا في التحضير النفسي المناسب للاعبيه من أجل تخليصهم من التوتر والنرفزة التي من الممكن أن تؤثر على تركيزهم في اللقاء وهو ما حدث بالفعل، والتركيز فقط على لعب المباراة بحماس وروح قتالية وهي الأمور الإيجابية والمطلوبة بشدة في عالم كرة القدم، وكانت بالفعل أهم أسلحة ريال مدريد في مباراتي الذهاب والإياب.

****

نذهب إلى التحضير التكتيكي .. بدا جلياً لكل من يتابع المباراة التفوق التكتيكي الواضح لأنشيلوتي على بيب، حيث تمركز عناصر اللوس بلانكوس بشكل مثالي وشكلوا جدارين دفاعيين فولاذيين ونفذوا الهجمات المرتدة بطريقة مثالية وبتحركات مدروسة ومُلقنة بالشكل الأمثل، فلم يكن اعتباطاً رؤيتنا لظهيري الجنب كافاخال وكوينتراو داخل منطقة جزاء البايرن، ولكنها كانت تعليمات واضحة من جانب أنشيلوتي لاستغلال عدم عودة جناحي البافاري روبين وريبيري للمساندة في الحالة الدفاعية وبالتالي فإنه من المضمون أن كافاخال وكوينتراو إذا تقدما فسيكونان بدون مراقبة.

****

في الجانب الآخر، شاهدنا نسخة كربونية من بايرن الذهاب، "العاجز" عن إيجاد أي حلول لاختراق دفاع الريال. ماذا كان يفعل جوارديولا طيلة أسبوع؟ كيف لمدرب بسمعته وكفاءته التدريبية أن يقف عاجزاً عن تطوير الأساليب الهجومية لفريقه حتى يتمكن من هز شباك منافسه ولو لمرة واحدة طوال 180 دقيقة وهو يملك لاعبين من طينة ريبيري وروبين ومولر وجوتسه وماندزوكيتش؟!.

****

هذا على الصعيد الهجومي، أما على الصعيد الدفاعي فلم يحضر جوارديولا فريقه للتصدي لمرتدات الريال السريعة والمنظمة، فوجدنا بيل وبنزيمة ورونالدو يصلون إلى مرمى نوير بكل سهولة ويسر، دون أي مقاومة من دفاعات أصحاب الأرض !.



لنتطرق الآن لنوع آخر مهم من التحضير ألا وهو التحضير الذهني .. نقطة مهمة جداً أشار إليها الزميل أحمد عطا في تحليله عقب انتهاء المباراة ألا وهي أن لاعبي ريال مدريد دائماً ما كانوا يتخذون القرار الأنسب في التعامل مع الكرة، سواء بالوقوف عليها أو التقدم قليلاً ثم لعب كرة طويلة أو التمرير للزميل أو التسديد على المرمى أو لعب الكرة العرضية. وضح بشدة العمل الكبير من جانب أنشيلوتي على التحضير الذهني للاعبيه لكيفية التصرف الأمثل في كل موقف قد يتعرضون إليه أثناء المباراة، فبدا وكأن عناصر الريال قد شاهدت هذه المباراة قبل بدايتها !.

****

في المقابل كانت هناك نسبة واضحة من التمريرات السيئة من جانب لاعبي بايرن ميونيخ وقرارات خاطئة من جانب معظم اللاعبين في بعض المواقف.

****

أما بالنسبة للتحضير الفني، فسأكتفي بتسليط الضوء على لاعبين إثنين كنا نظن أنهما سيكونان نقطة ضعف الريال في مواجهته ضد البايرن، فانتهى بنا الحال لنختارهما رجلين لمباراتي الذهاب والإياب، بالطبع نحن نتحدث عن الظهيرين: كارفاخال وكوينتراو .. أي عملٍ هذا قمت به يا أنشيلوتي حتى يحدث ذلك !.

****

في المقابل، ظهر أغلب لاعبي البايرن بعيدين كل البعد عن مستواهم الحقيقي، اللهم إلا روبين الذي كان أفضل السيئين في صفوف الفريق الألماني.

****

أخيراً على المستوى البدني، فحدث ولا حرج عن تنفيذ ريال مدريد للضغط العالي على الخصم بطول الملعب في آخر دقائق المباراة والكل يركض بنفس الكفاءة منذ الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة الأخيرة.



خلاصة القول .. ريال مدريد قد قام بالتحضير لهذه المباراة على النحو الأمثل، ذاكر المنافس جيداً جداً ولعب على استغلال نقاط ضعفه، وبالتالي نجح بتفوق في الاختبار وحقق أجمل انتصار بقيادة راموس المغوار ورونالدو الغدار فأكمل المشوار بإقناع وإبهار في انتظار نهائي من نار، أما البايرن فلم يستفد لا من هزيمة الذهاب ولا من خسارة 0-3 أمام دورتموند في البوندسليجا، فاستحق تلك النتيجة التي لم تكن إلا ترجمة رقمية لفارق "التحضير" بين الفريقين لهذه المعركة.