سؤال يلزمه جواب: أين الوفاء يا أحباب؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه ، أما بعد:

فنحن في زمان كثر فيه اللؤم واللئام ، وضاعت فيه كثير من قيم الإسلام ، وطغت عليه مسحة تنكر للإخلاق ، وأصبحت كلاما على أوراق ، قل من يتحلى بها ، وكثر من يجهز عليها

، فلماذا كل هذا ؟

انظر مثلا إلى خلق الوفاء ، أين هو في زماننا ، مَنْ مِنَ الناس يحفظ الجميل ويعرف لذي الفضل عليه الإحسان ؟ ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن حسن العهد من الإيمان )) .

قد تحسن إلى شخص ما ، تبث فيه علما ، أو تعطيه مالا ، أو تسلك به في الهداية طريقا ، ثم لا تجد إلا الإساءة في مقابل الإحسان! فلماذا؟؟

ذكروا أن رجلا علم صبيا الشعر ، والرماية ، والرجولة والفتوة . فلما تعلم الصبي الشعر كتب أول ما كتب في هجاء شيخه ومعلمه !!! وجفاه ، ثم لما أجاد الرمي رماه !!!

يقول هذا المعلم متوجعا:

أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
أعلمه الفتوة كل وقـت فلمـا طـر شاربه جفانـي
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني!!!!

يا لله العجب !!

أيها الإخوة الكرام ! إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل .

رأى قيس بن الملوح يوما كلبا ، فأخذه وأطعمه وأكرمه ! فتعجب أصحابه ، ولاموه ، فقالوا : تكرم كلبا؟!
فقال: إن عيني رأته مرة في حي ليلى ، فإكراما لها أكرم أي شيء يذكرني بها ولو كان كلبا!!

رأى المجنون في البيداء كلبا فـجر له من الإحسان ذيلا
فـــلاموه لـذاك وعنفــــــوه قالوا لما أنلـــت الكلب نيلا
قال دعوا الملامة إن عيني رأته مرة في حي ليلى !!


مما اثار تساؤلي أنا ايضاً أين الوفاء يا أحباب؟؟
دمتم بوفاء وصدق
أختكم حنين الشـوق