العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-15-2007, 12:20 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية بقايا حلم
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

بقايا حلم غير متصل


O?°· (هاقد إبيضّت صحيفتك فلا تسودها :: مجموعه المصلى ::) ·°?o



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وماذا بعد الحج؟؟
يوم ان تخرج من حجتك وصفحتك بيضاء نقيه
وقد غسلت روحك من ادران الذنوب والمعاصي
بعد ان نقى قلبك من زلات ولمم..
ووماذا بعد..؟؟



إن من أهم أسرار الحج أنه يربطنا بقدوتنا العظمى محمد بن عبد
الله -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: (خذوا عني مناسككم)،
فالمسلم الذي راح يسأل ويتحرى أن يكون حجه كله وفق الهدي
النبوي الكريم، يرجو ألاّ يحيد عنه، رجاء قبوله، ينبغي له كذلك أن
يتأسّى به في حياته كلها، فالله تعالى يقول في محكم التنزيل: (قُلْ
إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:162-163].
إنها آية عظيمة تضع المسلم أمام حقيقة ربما غفل عنها في خضم
الحياة، وهي أن حياة الإنسان كلها، بل ومماته يجب أن يكونا وفق
نهجه وهديه كما هو شأن صلاته وعبادته المحضة، يتقفى في ذلك
كله أثر الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- فلا يستعير منهجاً
لماله من جهة، ومنهجاً لأسرته من جهة ثانية، ومنهجاً لفكره من
جهة ثالثة، ولا يدع لله إلا ركعات ربما لا يدري ماذا قال فيها،
وصياماً فقد حقيقته، وحجاً جهل أسراره، فعاشه بجسده ولم يعشه
بقلبه، فإن "لا إله إلا الله" منهج متكامل للحياة كلها بلا استثناء. يقولالشاعر عمر أبو ريشة معتذراً إلى الله بعد حجه:


أسألُ النفسَ خاشعاً: أترى *** طهرت بردي من لوثة الأدرانِ
كم صلاةٍ صلّيت لم يتجاوز *** قدسُ آياتها حدودَ لساني
كم صيامٍٍ عانيت جوعي فيه *** ونسيتُ الجياعَ من إخواني
كم رجمت الشيطانَ والقلبُ مني *** مرهقٌ في حبائل الشيطانِ
رب عفواً إن عشت دينيَ ألـ *** ـفاظاً عجافاً، ولم أعشه معاني

ومن أسرار الحج كذلك أنه يعطي صورة رائعة للوحدة التي
يجب على المسلمين أن يسعوا إلى تحقيقها، فها هم أولاء قد
تجمعوا من كل فج عميق، أبيضهم وأسودهم، شرقيهم
وغربيهم، عربيهم وعجميهم، غنيهم وفقيرهم، لا تجمع بينهم
رابطة الدين، وحب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-
يرتدون لباساً واحداً، ويهتفون هتافاً واحداً، ويرجون رباً
واحداً. قد ضحوا بأنفسهم فعرضوها لمخاطر الأسفار،
وضحوا بأموالهم فأنفقوها راضية بها نفوسهم، وضحوا
بأوقاتهم فاقتطعوا منها أياماً وربما شهوراً، وضحوا بقربهم
من أهلهم وديارهم وأسواقهم فتركوها في سبيل الله، وضحوا
بجمالياتهم التي كانوا يحرصون عليها، فتجرّدوا من كل
زينة ليبقوا أياماً معدودات بلباس الإحرام المتواضع، الذي لا
مباهاة فيه بين رجل وآخر، ولا مدعاة فيه لعجب أو رياء أو
خيلاء، وتلك تربية للنفس على بذل كل شيء من أجل
إرضاء خالقها تعالى ومحبته، ليس في الحج وحده، بل في
سائر أيام العمر.

ومن أسراره ومنافعه تربية النفس على العفاف والأدب
العالي، فإن الله تعالى يقول: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ
فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا
تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ...)[البقرة: من الآية197]، فإن من
أراد أن يعمل بهذه الآية فعليه ألاّ يتدنى إلى الرفث، ولا
يتدنس بالفسوق، ولا ينطق بالفحش، بل ولا يشغل نفسه
بالجدل والنقاش الذي لا طائل وراءه، ولا ينظر نظرة
مريبة، ومن يلزم نفسه بهذا كله في أيام الحج، فإن أثر ذلك
سيبقى له بإذن الله بعده، ولو درساً يتذكره كلما مالت به
السبل، أو اشتط به الطريق. ثبّتنا الله جميعاً على صراطه
المستقيم.


لعل تلك بعض المنافع التي أشار إليها الله تعالى في كتابه
العزيز: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ
ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا
اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ...)(الحج: 27-28].


لهذا لا يليقلا بمسلم بعد أن ابيضت صحيفته أن يعود لتسويدها .
وبعد أن زكت نفسه بالطاعة أن يدنسها بالمعصية .


فالى كل حاجة هذه الوقفات اسأل الله ان ينفعك بها
الوقفة الأولى : يا من حج البيت العتيق ، وجئت من كلِ فج عميق
، ولبيت من كل طرفٍ سحيق ، ها أنت وقد كَمُلَ حجك وتمَّ تفثُك بعد
أن وقفت على هاتيك المشاعر ، وأديت تلك الشعائر ، ها أنت تتهيأ
للرجوع إلى ديارك احذر كل الحذر من العودة إلى التلوثِ
بالمحرمات ، والتلفُّع بالمَعَرَّات ، والْتِحَافِ المسبَّات { وَلاَ تَكُونُواْ
كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـاثًا } فإياك إياك أن تهدم ما
بنيت ، وتُبدد ما جمعت ، وتنقض ما أحكمتم .




الوقفة الثانية : يا من حج بيت الله الحرام ، اشكر الله على ما
أولاك ، واحمده على ما حباك وأعطاك ، تتابع عليك بِرُّه ، واتصل
خيرُه ، وعمَّ عطاؤه ، وكمُلت فواضله ، وتمت نوافله { وَمَا بِكُم مّن
نّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }
فظُن بربك كلَ جميل ، وأمِّل كلَ خيرٍ جزيل ، وقوّي رجاءك بالله
في قبولِ حجِك ، ومحْوِ ما سلف من ذنوبك ، فقد جاء في الحديث
القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " قال الله تعالى : أنا
ظنِ عبدي بي " [ أخرجه الشيخان ] فهنيئًا لك حجُك وعبادتُك
واجتهادُك .






الوقفة الثالثة : يا من حج البيت الكريم : لقد فتحت في حياتك
صفحةً بيضاء نقية ، ولبست بعد حجك ثيابًا طاهرة نقية ، فحذار
حذار من العودةِ إلى الأفعال المخزية ، والمسالكِ المردية ،
والأعمال الشائنة ، فما أحسن الحسنةِ تتبعها الحسنة ، وما أقبح
السيئةِ بعد الحسنة ، وإن من قبول العمل الصالح إتباعه بعمل
صالح .





الوقفة الرابعة : إن للحج المبرور أمارة ، ولقبوله منارة ، سُئل
الحسن البصري رحمه الله تعالى : ما الحجُ المبرور ؟ قال : أن
تعودَ زاهدًا في الدنيا ، راغبًا في الآخرة ، فليكن حجُك حاجزًا لك
عن مواقعِ الهلكة ، ومانعًا لك من المزالقِ المُتلفة ، وباعثًا لك إلى
المزيد من الخيرات وفعلِ الصالحات ، واعلم أن المؤمن ليس له
منتهى من صالحِ العمل إلا حلولُ الأجل ، فما أجملَ أن تعود بعد
الحج إلى أهلك ووطنك بالخُلُقِ الأكمل ، والعقلِ الأرزن ، والوقارِ
الأرْصَن ، والعِرض الأصون ، والشِيَمِ المرْضية ، والسجايا
الكريمة ، ما أجملَ أن تعود حَسَنَ المعاملة لقِعادك ، كريمَ المعاشرةِ
لأولادك ، طاهرَ الفؤاد ، ناهجًا منهج الحق والعدل والسداد ،
المُضْمَرُ منه خيرٌ من المظهر ، والخافي أجملُ من البادي ، فإن من
يعودُ بعد الحج بهذه الصفات الجميلة والسمات الجليلة فهو حقًا من
استفاد من الحجِ وأسراره ودروسه وآثاره .







الوقفة الخامسة: من لبى لله في الحج مستجيبًا لندائه كيف يلّبي بعد
ذلك لدعوةٍ أو مبدأ أو مذهب أو نداء يُنَاهِض دين الله الذي لا يُقبل
من أحدٍ دين سواه ؟ من لبّى لله في الحج كيف يَتحاكم بعد ذلك إلى
غير شريعته ، أو ينقادَ لغير حكمه ، أو يرضى بغير رسالته ؟ من
لبى لله في الحج فليلبِّ له في كل مكان وزمان بالاستجابةِ لأمره أنى
توجهت رِكائبُه ، وحيثُ استقلَّت مضاربه ، لا يتردد في ذلك ولا
يتخير ، ولا يتمَنَّعُ ولا يضجر ، وإنما يَذِّلُ ويخضع ، ويطيع
ويسمع .




الوقفة السادسة : يا من قصد البيت الحرام ، ليكن حجك أول
فتوحك ، وتباشيرَ فجرك ، وإشراقَ صبحك ، وبدايةَ مولدك ،
وعنوانَ صدق إرادتك ، تقبل الله حجك وسعيك ، وأعاد الله علينا
وعليك هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة ، وأزمنة مديدة ، والأمة
الإسلامية في عزة وكرامة ، ونصر وتمكين ، ورفعة وسؤدد ، اللهم
تقبل من الحجاج حجهم ، اللهم تقبل من الحجاج حجهم وسعيهم ،
اللهم اجعل حجهم مبرورًا ، وسعيهم مشكورًا ، وذنبهم مغفورًا ،
اللهم تقبل مساعيهم وزكها ، وارفع درجاتهم وأعلها ، وبلّغهم من
الآمال منتهاها ، ومن الخيرات أقصاها ، اللهم اجعل سفرهم سعيدًا
، وعودهم إلى بلادهم حميدًا ، اللهم هون عليهم الأسفار ، وأمنهم
من جميع الأخطار ، اللهم احفظهم من كل ما يؤذيهم ، وأبعد عنهم
كل ما يضنيهم ، اللهم واجعل دربهم درب السلامة والأمان ،
والراحة والاطمئنان ، اللهم وأعدهم إلى أوطانهم وأهليهم وذويهم
ومحبيهم سالمين غانمين برحتمك يا أرحم الراحمين ...




ولكم تقديري
ملحوظه / ملطوووش








التوقيع

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:36 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir