أجمل ما تفعله في فراغك .. أن تحاسب نفسك واحساسك
حكمة آمنت بها منذ الصغر وكبرت مع طفولتي
على تلك الطاولة ..
جلس بهيبته وعظمته ..
يحتسي فنجان قهوته الصباحي ..
كانت عيناه العسليتان تجول في ما حوله ..
فكر سارح ..
وبال مشغول ..
ولحية قد صبغ الزمان شعيرات منها بياضا ..
أتيت بابتسامته التي لطالما ورثتها منه .. قبلت رأسه ..
نظر إلي بكل حنان الدنيا .. لكنني
صدمت حين نظرت إلى عينيه ..
نظرة انكسار ..
أدمعت عيني من تلك النظرة ..
وبيده العطوف مسحها .. وابتسم بأسى قائلا : "لؤلؤتك لاتسقط على أي من كان "
عبارته اخترقت أعماقي .. كانت كمثل مؤشر لشيء قادم .. لا أعلم ماهو ولا أعلم ماهيئته ولا حتى ملامح له ..
عاد إلى فكره السارح ..
سألته بصوت تحشرج بالدموع ..
" ياغالي مالذي احنى ملامحك ؟ وكسر ابتسامتك ؟ "
وبكل الأسى قالها " اعذريني التقصير صار يلازمني .. لم أعد أبا ككل الأباء "
كسرت تلك الكلمات احساسي ..
أضاعت في الفراغ نظراتي ..
أصبحت لا أرى الا انعكاسات لقلب مكسور ..
مابال والدي قد اكسر فؤادي بهمساته ..
ماباله قد احنى ابتسامتي ..
تساؤلات قد جالت بخاطري ..
كبرت وانا لم اجد لها اجابات
أووه قد برد فنجان قهوتي وأنا أبحر في ذكريات طفولتي ..
والان قد تغير الزمان واصبح الوجه باسما .. وانور منه شعاعا
ادام الخالق تاج حياتي ع رأسي