كل الاشياء الجميلة
هي في جهة بعيدة عنه
وكونه عالقا في الجهة الأخرى
فهذا هو المأزق
ثلاثة وسبعون يوما كانت كافية
لإخراجه من حياتهم يوما بعد يوم
يبدو أن عائلته بادرت بنسيانها له
وتركه وحيدا في غربته
حتى مرت أيام وأيام
وأضحى لا يعرف شيئا عن تفاصيل حياتهم
وباتوا يكتفون بترديد نفس الجملة
كلما سأل عن أحوالهم
وكأنه يستمع إلى اسطوانة
يقومون بتشغيلها كلما رأوه متصل
ذلك الأمر جعله حزينا جدا
مع شعوره بالوحشة
كونه بدا بلا أهل وبلا أحباب
وفي هذه اللحظة عاد الى الوراء
وتحديدا قبل عام
ليتذكر أول شعور يشابه هذا تماما
وتلك قصة أخرى لم تكتمل بعد
( تلك وهؤلاء )
لكل منهما في صدره طعنة
وكان حقا عليه أن يستقبل سكينهما بكل رحابة
لتغور في صدره بلا عائق
ولا عتب .... إنهم الأهل والأحباب
ولو عادوا لعاد إليهم بابتسامة
ولا عجب!
فهو بات غريقا في بحر الوحده
لذا سيتعلق بأي حبل
حتى لو كان " مشنقة "
فإن شاؤوا اعدموه
وإن شاؤوا منحوه طوق النجاة
ولكن متى؟
فقد أمضى عمرا في الانتظار
ومع كل سنة تمضي يقول لنفسه
صبرا قد تكون القادمة
وفي حسبة بسيطة
يبدو أن السنة لا تعدو كونها 360 يوما
ولكنه خلص إلى النتيجة التالية
قد نالت منه الأيام وما نال منها إلا الكبر
وأي حسبة يحاول فيها إدراك عمره
تظهر له النتيجة "خاسر"
حتى أنصاف الحلول لم تفي بالغرض
وكل التنازلات التي قدمها
للحفاظ على ما تبقى
لم تكن إلا خسارة إخرى
ويبقى السؤال
كم مرة يجب أن يخسر
ليفوز ولو لمرة