العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات الأدبيـــــــة > منتدى التراث الشعبي والقصص
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-22-2012, 02:55 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو
 
الصورة الرمزية الغند
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الغند غير متصل


(دعيج) و (حصة)



السلام عليكم
مساكم الله بالخير

اليكم هذه القصه من الموروث الشعبي



محمد العليمي من أهالي العيينة عاش في القرن التاسع الهجري ، وكان العليمي فقيرا ودائم الأسفار طلبا للرزق ، وكان بينه وبين الأمير قطن بن قطن أحد أمراء عمان صداقة كبيرة ومودة عظيمة حيث كان يزوره من وقت لآخر يمتدحه ويحظى بهبات منه ، وكان العليمي متزوجا من ابنة عمه (حصة) التي كانت على قدر كبير من الحسن والجمال ، وكان هناك شابا ثريا اسمه (دعيج) يقال بأنه من (آل معمر) أسرة النفوذ الامارة في بلدة العيينة ، وكان هذا الشاب قد كلف إمرأة تبيع وتشتري الحوائج النسائية بأن تراقب فتيات البلدة أثناء مرورها بالبيوت لتخبره بأجمل فتاة ليتزوجه ، فلم تجد هذه المرأة أجمل من (حصة) زوجة العليمي فدلته عليها وأخبرته بأنها متزوجة ، فأخذ هذا الشاب (دعيج) يأتي في كل أسبوع مرة واحدة فيطرق الباب وتخرج له أم حصة فيدعي الظمأ وأنه بحاجة لماء يشربه فتعطيه وبعد أن يشرب يضع في الإناء قطعا من النقود ويمضي في حال سبيله ، أما العجوز أم حصة فإنها تفرح كثيرا بهذه النقود لما هم عليه من فقر مدقق ، وعندما تكرر مرور هذا الشاب سألته أم حصة عن غرضه من ذلك فصارحها برغبته في الزواج من ابنتها حين تتخلص من زوجها واعدا إياها بالخير الوفير وحياة الثراء والترف ، فأخذت الأم تنفر البنت من زوجها وترغبها في حياة الثراء عند دعيج ، وربما تكون حصة قد اقتنعت بعض الشيء من كثرة الالحاح فلما عاد زوجها تظاهرت بالمرض فاحتار الزوج العليمي في مرضها وأسبابه من شدة حبه لها ، أما دعيج فإنه سأل الأم عن حيلتها المنتظرة فطلبت أن يرسل إليها أعنف حراسه مدججا بالسلاح ، فلما جاء الحارس واسمه (آجر) أخفته في مكان من البيت ووضعت على الصاج قرصا حارا ، ولما وصل العليمي أخذت القرص ووضعته على بطن حصة وتحته ثيابا وفوقه ثيابا لتقيها حرارته الشديدة ، ثم أخذت تبكي بحرقة فلما رأى العليمي حال الأم ولمس حرارة حصة استاء وحزن كثيرا فقالت الأم لابد وأن حصة مصابة بالعين !! ولا تعود لها الصحة إلا إذا طلقتها فتذهب عنها العين ، فقال العليمي لو أعلم أن هذا ما سيحدث كنت طلقتها أما الآن فقد فات الأوان ، فقالت له الأم إنما هي طلقة واحدة وعندما تشفى عاودتها وهي زوجتك وليس لها غيرك ، فاقتنع العليمي بكلام الأم واستجاب لطلبها ونطق الطلاق ، فقالت الأم : اسمع يا (آجر) .. (فصارت كلمتها مثلا يضرب عند العامة) فظهر آجر وضرب العليمي ضربا مبرحا وطرده من البيت وحذره من العودة ثانية ، ولم يجد العليمي إلا اللجوء إلى صديقه الأمير قطن طلبا للعون والمساعدة ، حيث قال فيه قصيدة طويلة احتوت أيضا بعض الحكم ومنها هذه الأبيات :


مـثـلـي مـــا يـقـيـم بـربــع دار
بـهــاذل وهـــو رجـــلٍ ذهـيـنـا

ان جادلـتـهـم مــالــوا جـمـيــع
ولا لـي بالجمـاعـة مــن يعيـنـا

وكم مـن سفلـةٍ يعلـك لسانـه
تـهــزأ بـــي وذا أمـــر بـطـيـنـا

فـلا يمـوت أبـو عشـر بخـمـس
وهـــذا عـنـدنــا كــلــه يـقـيـنـا

ثــلاث مـعـانـي لابـــد مـنـهـن
هـن اللـي فيـهـا رجــال مبيـنـا

اكرام الضيف في عسر الليالي
وضــربٍ بالسـيـوف لـيـا بلـيـنـا

وكـل الرجـال بأسماهـم رجـال
ولا هـــم بالـمـراجـل متسـيـنـا

فـيـهـم رجـــال وفـيـهــم رذال
وخـيــار الـرجــال المستـحـيـنـا

ولا تـمـدح رجــالٍ بكـثـر الـمـال
ولا تـــذم فـــي قـــل شـيـنــا


ثم استعد الأمير قطن لنجدته ومساعدته بما يحتاجه من المال واعتذر عن مساعدته بالرجال لأن لا سلطة له على أهل نجد ، فأقنعه العليمي أن يرافقه برجاله وكأنه سائح وهناك يتم تدبير خطة لاختطاف المرأة بدون قتال ، فلما وصلوا إلى العيينة اخفى الأمير قطن رجاله في مكان خارج البلدة وذهب العليمي إلى بيت حصة وأوصى أصحابه إن لم يرجع قبل الصباح أن يذهبوا ، وكان زواج دعيج من حصة في هذه الليلة فاختبأ العليمي في المنزل المخصص لدخول العريسين ورأى أن حصة أخذت تبكي حين مدّ دعيج يده نحوها وكانت تتحسر على ابن عمها ومنعت دعيج من الاقتراب منها ولما يئس منها قال لها (الزمان طويل ويرضيكِ) ثم نام فخرج العليمي من مخبئه وقتل دعيج وهرب بحصة ، وقبل أن يصل لقطن ورجاله طلب من حصة أن تلطخ قدميها وساقيها وأطراف يديها بما يشيّن ما يظهر منها عند ركوبها على الذلول حتى لا تفتن الأمير قطن ورجاله بجمالها الصارخ ، وعندما رأى القوم حصة بهذا الشكل القبيح عاتبوا الأمير قطن لأن هذه المرأة الدميمة لا تستحق كل هذه المخاطرة من أجلها ، فأمرهم قطن بأن يتسابقوا على الهجن وفهم العليمي غايته فهمس في أذن حصة بأن تكشف شيئا من وجهها لقطن ليعذره ، فلما رآها قطن بهت من جمالها وخاف من الفتنة ولما وصلوا إلى بلادهم طلب من العليمي أن ينزل بعيدا عنه وصارحه بخشيته أن يفتتن بزوجته وتميل نفسه لها فيفسد معروفه .


وسلامتكم







التوقيع


الغنـــــــــــــد
رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir