يصاب بعض الناس بجنون العظمة، كما يعاني بعض الرجال من هذا المرض، فيظن نفسه شخصاً عظيماً،
مما يجبر الزوجة على أن تعيش في حيرة من أمرها ما بين الإمبراطورية التي يعيش فيها زوجها وبين الواقع الحقيقي للحياة.
هؤلاء الأشخاص يظنون أنهم يعلمون كل شيء، ويفهمون كل شيء ويدركون كل شيء في العالم، وهاهم مهما حققوا
من علم وجاه وثروة يظل الفرق بين خيالاتهم وواقعهم شاسعاً؛ لذا يعتبر هؤلاء الأشخاص في نظر الطب النفسي أشخاص
لديهم اضطراب في الشخصية نتيجة خلل في تصـورهم لأنفسهم وإمـكانياتهم وفهـمهم لذاتهم بالشكل الصــحيح،
فرغم كل الإنجازات التي يحققونها فإنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي، كما يعانون من تقلب المعنويات وسرعة
انحرافها وتذبذبها أحياناً، وكثيراً ما يمرون بفترات اكتئاب أو قلق أو أرق لأنهم لا يدركون مدى أنانيتهم وغرورهم الغير مبرر!!
وهو عكس ما يعتقد الناس أن هذه الشخصية سعيدة بإنجازاتها الوهمية.
من هو الشخص المريض بداء العظمة؟
يمكن التعرف على الشخص المريض بداء العظمة أو ما يعرف طبياً باسم (البارانويا) من خلال صفات عديدة، فعادة يكون جامداً ومتزمتاً،
ولا يتقبل النقد، بل هو من ينتقد الناس ويستخف بهم ويتسلط على من هـم دونه. كذلك يريد أن يسـخر الناس لخدمته والعناية به؛
لذا فهو شخص غير محبوب. كما يمكن التعرف عليه بسهولة من طريقة مشيته المختالة الطاووسية، وتفكيره الخرافي رغم الحيل الذكية التي
يصطنعها المريض لتأييد معتقداته الخاطئة، وبإمكانك التأكد من أن الشخصية التي أمامك مصابة بداء العظمة عندما يخبرك أن وسـائل الإعلام
تتحدث عنه، وأن اليابان أرسلت أشخاص ليراقبوه، أو أن أمريكا تعرض عليه المليارات مقابل نظرياته العلمية الفذة،وفي بعض الاحيان يظن انه
شبيه با النمر او شبيه با الاسد وهو رافض أو يعتقد أنك ترغب في معرفة معلومات عن حياته الشخصية لأهميتها البالغة لمجرد سؤاله عن وظيفته مثلاً.
أسباب الإصابة بداء العظمة:
تأتي التربية كأهم مصدر للمرض النفسي؛ لأنها البناء الأول في شخصية الطفل وتطوره فيما بعد، فاضطراب الجو الأسري يهدد أمن الطفل من خلال
المنافسة الغير المتكافئة، وقلة الخبرة في تحديد مستوى الطموح الذي يتناسب مع قدرات الطفل ونموه، كذلك الدلال المبالغ فيه والعكس القسوة,,,
والحرمان خاصة في السنتين الأولى من حياة الطفل التي تؤدي لنفس المرض.وحتى لا نلقي اللوم دائماً على الأسرة، اعترف أطباء النفس أن هناك
بعض الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال لا تتناسب مع المسبب، فالأم التي تقول لطفلها: أنت أحسن ولد في العالم، أو أنت أجمل بنت في العالم.
ليست مخطئة بل تعزز ثقة طفلها، ولكن بعض الأطفال يستجيبوا بطريقة غير سوية، وهنا يأتي دور الأم في الملاحظة والتقييم والتعديل،وغالباً الأطفال
الذين لديهم استعداد لداء العظمة يتسموا بالوحدة، وقلة الأصدقاء والتقلب الانفعالي وإحساس بعدم الأمن والشك في الآخرين وعدم الثقة فيهم
، وكلما نما الطفل تزداد هذه السمات حدة وتبدأ مشاعر العظمة في الظهور ..