لم يكن الوقت كافيا ليعاتبها
فقد ودعته على عجل
وغلب على آخر لقاء بينهما طابع الرسمية
بضع نظرات
مع قليل من الكلام
وكثير من العتب الذي ضل في الصدور
كان وداعا باردا في صيف هذا العام
كل شيء أصبح قاسيا بعد تلك الليلة
الصباح اللطيف بدا مُغْبَرَّا
والنسيم العليل بدا عاصفا
وكل الوجوه التي رآها بدت بغيظة
ذهب إلى عمله في صمت غير معتاد
وظل شاردا في ذكرياته الجميلة
لعلها تنسيه هذا الجحيم
مرت أيام
ثم عادت برسالة
وكانت تلك ... القشة التي قصمت ظهر البعير
عندما لاحظ كلماتها مبتهجة
ليعلم أن القلب لا يتسع لاثنين
وأنها قد اختارت
عادت لتخبره أن يرحل إلى الأبد
أن يختفي ... أن يتلاشى ... أن يموت
لا يهم ، فقط لا تريده في حياتها أن يظهر
أعادها الخوف لا الشوق
لترديه بذلك قتيلا
فبعد كل هذه السنين لم تثق به
وخافت على حياتها الجديدة
عادت
ويا ليتها ما عادت