العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى ضفاف حره
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-17-2006, 01:24 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية JOKAR
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

JOKAR غير متصل


رحيل «عبد الله نور»...

الرياض: بدر الخريف

غيب الموت أمس الاديب والمفكر الباحث السعودي عبد الله نور بعد ساعات من تعرضه الى جلطة في المخ نقل على اثرها لمستشفى الايمان بالرياض وذلك عن عمر يناهز 77 عاماً.
ويعد عبد الله نور واحداً من المع كتاب المقالة في الصحافة السعودية طيلة خمسة عقود، واشتهر بزاويته (لهاث الشمس) وطرح من خلالها موضوعات مختلفة تميزت بالجرأة والجدية والشمولية، كما عد من كتاب المقالة الذاتية والاجتماعية واشتهر باهتمامه بالشعراء الصعاليك في العصور المختلفة، ومثلما اجاد في الكتابة فقد اجاد الراحل في القائه قصائد الشعراء الاقدمين وخصوصاً الشعراء الصعاليك.

بدا عبد الله نور حياته لاعباً بالنادي الاهلي بالرياض (الرياض حالياً) ليتحول بعدها الى قارئ جيد وكاتب في عدة مطبوعات وعمل مديراً لتحرير مجلة اليمامة السعودية.

وقد نعى الوسط الثقافي في السعودية الاديب والمفكر والباحث عبد الله نور واعتبروا رحيله خسارة للوسط.

وقال حمد عبد الله القاضي رئيس تحرير المجلة العربية وعضو مجلس الشورى عن الراحل: «عندما ابلغتني الشرق الاوسط بتغييب الموت للاديب الناقد السعودي الكبير عبد الله نور عن حياتنا بعد حياة حافلة بالعطاء وبالعناء معاً.. احسست لحظتها ان هذا الاديب ـ رحمه الله ـ غاب عن حياتنا خلال الفترة الاخيرة بغياب عطائه وبحوثه ودراساته وهو احد رواد الكلمة المستنيرة في منجزنا الثقافي والفكري».

وأضاف القاضي: «لقد كان عبد الله نور من أوائل الاقلام التي قرأتها، وأفدت منها وطربت لاسلوبها.. لقد كان ذا طرح متنوع سواء في دراساته الادبيه أو بعض مذكراته التي كتبها أو طروحاته الاجتماعية، كان اسلوب حرفه يناغم بين الوهج والهجير: وهج الحرف وجماله، وهجير الصدق ودفئه، أنه لا راد لقضاء الله.. لقد كنت استشرف أن يمتد به العمر ليكمل مشروعاته الثقافية التي طالما وعد بها وتصدى لها ولكن رحيله من جانب وعدم مواتاة الظروف له لم يمكناه من استكمال ما كان يطمح اليه، وما كنا نتطلع اليه وأسأل الله أن يرحمه ويغفر له.وقال عنه الكاتب مشعل السديري أثناء حياة الراحل وذلك في زاويته بالشرق الاوسط قبل سنتين تحت عنوان عبد الله نور يتكلم: في مقابلة صحافية مع الكاتب والأديب الأستاذ عبد الله نور قال: انه رضع ـ في طفولته طبعاً ـ من ما يقارب من 50 امرأة، لذا فعندما كبر وجد مشكلة في إيجاد زوجة، فالجميع إخوته من الرضاعة.. وأنا أشك في كلامه هذا، وأجزم أن الإحصائية غير دقيقة، والأقرب للصواب انه رضع أكثر من ذلك العدد كثيراً، فظروفه، وتكوينه، وشغفه، وهيكله، وتقلّب مزاجه، كل تلك المعطيات تؤكد لنا حبه للتعدد والتجريب والتذوق.

ومن المفارقات العجيبة أنه نزل من بطن أمه وأسنانه بارزة، ولا أعلم حتى الآن ماذا حل بحلمات المرضعات التعيسات؟! وعندما فطم قسراً، لم يفتح عقله سوى على عنترة.. لهذا اتخذ من فروسيته مثلا أعلى له، فصنع لنفسه حصاناً من جريد النخل، وسيفاً من خشب، وانطلق ليحارب أقرانه من الأطفال، وكأنه (دونكشوت) عندما كان يحارب طواحين الهواء.

ليس هناك إنسان يخلو من العقد النفسية بمن فيهم الأطباء النفسانيون، وعبد الله بلا شك مصاب بنوع من العقد النفسية (النبيلة).. وهذه العقد هي التي صاغته وهذبته وابدعته وجننته، ولولاها لما كان بهذه الحدّة والقسوة والرقة والسلاسة، فهو كالساطور أحياناً، وكخيط الحرير أحياناً.

وفي سن المراهقة ما زال يذكر عندما تكاثرت الكلاب في الرياض، فجمعت السلطات الكلاب الذكور في حوش، والإناث في حوش مقابل، وما زال نباحها لبعضها البعض ـ خصوصاً أوقات التزواج ـ يشنف آذانه ويبعث فيها الشوق والحنين لكل الأشياء الحميمة.

ومن حسن حظه أنه اشتغل في يفاعته ببيع الكتب والمجلات و(القراطيس)، وهذا مما زاد وفاقم من نهمه للرضاعة، فوق رضاعته الطفولية (المشفوحة).

ويقول في معرض كلامه انه سبق له ان كان مديراً لشؤون الموظفين في وزارة الصحة، والواقع إنني بعد أن قرأت هذا (فجعت) لا فوجئت، لأنني لا أتصور بأي حال من الأحوال أن يدير عبد الله قطيعا من الماعز، ناهيك عن أعداد من الموظفين، والشاهد على ما أقوله انه في نفس المقابلة قال: انه فاشل في إدارة عائلته وإدارة نفسه.. والشاهد الآخر على ما أقوله: إن عينه في يوم من الأيام أصيبت بما يشبه الرمد، وأذنه أصيبت بما يشبه الطنين.. فكتب له الأطباء (قطرة) لكل منهما، والذي حصل انه قطر في عينه من دواء الأذن، وقطر في أذنه من دواء العين، فأصبح شبه (كريم عين)، وتحولت طبلة أذنه إلى (طبلية أكل).

ويقول انه ما زال يذكر أنهم كانوا يطلقون عليه لقب (الصل) وهو نوع سام من الثعابين، وبالصدفة فقد قرصه هذا النوع، ومن حسن حظه انه فعل به ذلك بعد أن افرغ الثعبان سمه الزعاف بجمل، فمات الجمل، وبرئ عبد الله لأن السم كان ضعيفاً، فكيف لو كان العكس، وافتدى عبد الله الجمل بدلاً من أن يفتدي الجمل عبد الله.. هل ذلك سوف يكون من سوء حظنا أم حسنه؟!، بالنسبة لي لا أملك إلاّ أن أترحم على الجمل. وهو يشكو الآن من انه لا يعيش حياة كريمة، وإنما مزعجة.. ولا يجد التقدير الكافي. وفي الختام يقول: إنني أرغب في طرح مشروعي الخاص بتعلم اللغة العربية ومقارنة حروفها بالظواهر الطبيعية.. وأنا أرى أن مشروعي من الممكن أن يدخلني التاريخ وهو إنجاز لا بد أن يستفيد منه الوطن ويمكن تطبيقه على الواقع وستكون له العديد من الإيجابيات التي تفيد فهو يدعو الطالب للتفكير والفهم السريع للغة العربية وأعمال الفكر والتبصر في الحروف الأبجدية والتعمق فيها أكثر، فهي رموز من الممكن أن تتحول إلى رقميات متطورة دلالية. هذا هو عبد الله الذي عاش بيننا، وسوف يموت بيننا (كالبعير)، فلا نامت أعين الجبناء. وقبل ست سنوات كتب الراحل عبد الله نور مقالاً عن الراحل صالح العزاز بعنوان «من الذي قتل العزاز؟» قال فيه: لم يكن العزاز مثل بقية الزهور يتريث عندما يسكب ماء روحه للحياة، كان يسفح عصير الدم بلا هوادة.

كل زهور العالم ميلادها في الفجر وتموت في الفجر واظن العزاز قد عاش اكثر من عمره، واظنه قد استنفذ كل رصيدة من نسوغ الروح والاعصاب والرَسيس المقوع من المشاعر المرهفة ما جعله في آتون معركة شعواء مع الحياة التي استدارت لتكون ضده والمفترض أن تكون له أو على الاقل في حياد أنبل مثل سائر المحاربين النبلاء، كان رحمه الله مولعاً باختطاف الصور التي يريدها الموت من الممنوعات أو المحرمات للنشر والتعريف».

صنف الراحل عبد الله نور كأول سعودي أدخل الاسلوب الحديث في الكتابة حيث اطلق عليه شيخ الحداثيين في السعودية.

انا لله وانا اليه راجعون

الشرق الأوسط

JOKAR







التوقيع

 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:50 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir