العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى الـحِـوار والنِقـَاش
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-31-2009, 03:40 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

السحاب العالي غير متصل


محاولة الإغتيال من منظور آخر ، وبقراءة ثانية

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فقد ضمني أحد المجالس بعدد من الإخوة الفضلاء . من الأكاديميين والإعلاميين والباحثين , ودار الحديث عن حادثة الخسة التي تعرض لها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف – حفظه الله - , وقد توجه بعضهم بأسئلة تلخصت في :
ما المغزى من هذه العملية , وبمثل هذه الخسة في التوقيت والتنفيذ ؟ .
ماتأثير التناول الإعلامي السيء , والتعاطي الاستغلالي من قبل خصوم الفضيلة على المسيرة الدعوية والخيرية ؟ .
ما المتوقع في طريقة التعامل بعد هذه الحادثة ؟ .

وقد رأيت أن أحرر إجابتي عن تلك الأسئلة , ليستفيد منها من استوحش قلبه من بعض الطرح الاستفزازي , وليطمئن بعض الخائفين على العمل الخيري والدعوي , وليشرق في الوقت ذاته دهاقنة التحريش , والاصطياد في المياه العكرة والأوحال .
فأقول مستعيناً بالله تعالى , سائلاً توفيقه :
المغزى – والله أعلم - من هذه العملية بهذا المستوى المنحط الخسيس , وفي مثل هذه الطريقة الغادرة , هو قطع الطريق على الحائرين في أمرهم , الذين اكتشفوا حجم المؤامرة الدنيئة التي وقعوا فريسة بشباكها , بحيث لايستطيعون التقدم لتصحيح مسارهم , وتسليم أنفسهم , لأنهم سيكونون محلَّ تهمة وشك , فلا يبقى أمامهم إلا ماهم عليه من حيرة وتخبط , هذا من جهة , ومن جهة أخرى ليشككوا الأمير وغيره بكل خطوة إيجابية قد يفكر فيها أحد أولئك الحائرين , من تسليم نفسه , وتصحيح مساره .
أما أثر الطرح التحريضي والتحريشي والاستفزازي , ومحاولة نيل بعض التافهين من المناهج والمحاضن الإصلاحية , والأعمال الخيرية , والمساجد , وأهل العلم والدعوة , فهذا لاأجد شبيها له إلا كسقوط الجدار , فهو جمع بين غبار يزكم الأنوف , وضجيج يزعج الآذان , لكنه يزول سريعاً , ولايبقى له أثر ولله الحمد , بل إن بعض الحوادث كبعض العواصف الصغيرة , تمرُّ على الأرض فتحمل معها العلب الفارغة , وبعض الأوراق والمواد البلاستيكية الخفيفة , وشيء من النفايات , والكراتين الرقيقة , ثم تمرُّ على الجبال الراسية , وبعض الأشجار الراسخة , فتزيل ما حولها مما يكدر صفوها , وحسن مظهرها .
يجسد ذلك كله , ماصرح به سمو النائب الثاني – حفظه الله – من أن سياسة الدولة القائمة على خدمة الناس , وفتح الأبواب لحاجاتهم , ومعالجة مشكلاتهم , لا ولن تتأثر بحول الله بحادث خسيس كهذا .
إنني واثق أن ماقيل ويقال اليوم , من حديث تهييجي , وما يمارس من محاولة الزج بكل مافيه خير للناس بهذه الحادثة , وأن الحادثة من مخرجاتها وثمارها , ماهو إلا نفايات حملتها تلك العاصفة , بينما سياسة القادة كالجبال لاتتزعزع , ولكي تعلموا حقيقة هذا القول , فتعالوا بنا لنتأمل حجم الأثر الذي أحدثته سياسة الأمير محمد – حفظه الله – مع هؤلاء وفاعليتها فإليكم هذه الحقيقة :
من المعلوم من سيرة الأمير محمد – حفظه الله - أنه تعامل مع تلك الأحداث بسياسة مرنة , تحمل في طياتها حكمة الحكيم , ورحمة الأب , وشهامة الكرام , وغيرة المصلحين , وهذا ما دفع أعداداً كثيرة من الشباب التائه أن تتصل به , أو تحاول الوصول إليه شخصياً , فضلاً عن مواقفه مع ذويهم وأسرهم , وإن كنت لا أنسب له الكمال , لكني أحسب أنه هذا الجانب يشكل له هاجسا كبيراً .
بل لقد أصبح الأمير محمدا بسياسته هذه حديث تلك الفئة , ولا شكَّ أن هذا من أخطر الأشياء التي تقلق أهل العنف والإفساد , وتظهر أن مايحاولون تلفيقه على القيادة محض افتراء , وأنه يصطدم بالواقع الذي نراه ويراه العالم أجمع .
من هنا كان لا بد من تخلص أهل الفساد من الرجل الذي أظهر برقي تعامله زيف دعاواهم , وأثبت بحنوِّه قسوة قلوبهم , وأثبت بشهامته خسة أفعالهم , وحتى ينقطع بزواله الطريق على الحيارى التائهين , فلا يصبح أمامهم بعد أن قطعوا كل طرق الإمداد , وأحرقوا سفن العودة , إلا أن يتحولوا إلى قنابل تدميرية لمجتمعهم , وزعزعة لأمنه .
وهذا المنهج يقلق أعداء الأمن من الجانبين المتطرفين , فأولئك يقلقه من جهة أنه يقطع الطريق عليهم , ومتطرفوا الفكر التغريبي يقلقهم لكونهم يقتاتون على الفتن , وينشطون في الأزمات , ويصطادون في المياه العكرة , ولذلك تجد أن بعضهم لم يشأ أن يفوت هذه الفرصة وكأنه متألم لما وقع , مع أني لو حلف لما حنثت أن كثيرا منهم يكره هذا الأمير ووالده – حفظهما الله - , ويعلقون عليهما أسباب مايزعمونه من تخلف البلاد .
وحتى تتعرَّفوا على حقيقة رغبتهم في دوام الأزمة , فلكم أن تأخذوا هذا المثال :
تعالت أصوات كثير منهم بالمطالبة بالضرب بيد من حديد , وأشارت إلى أن لغة السيف يجب أن تتحدث , وهم يعلمون أن السيف لا يتحدث بغير حكم شرعي , وهذا يتعارض مع ما هم عليه من تخوين للقضاء , واتهام لمؤسساته , وأنها متعاطفة مع أولئك .
فبالله عليكم , هل بعد هذا العبث من عبث !!! , كيف يطلبون شيئا ممن يرونه فاقد له , لكنها لغة التهييج والتحريش , إلا إن كانت تلك دعوة منهم لتعليق أحكام الشريعة وإبطالها .

لكن من فضل الله علينا , ورحمته بنا , أن تلك الأساليب القذرة التي يتعاملون بها , لن تجدي شيئاً , بل لن تزيدهم إلا عريَّا وفضيحة , لأن القيادة الأمنية لم تُقدم على تلك السياسة إلا بعد أن اطمأنت لنتائجها , وعلمت أنها أمضى في الفتك من كل سلاح آخر , وأن الأسلحة الأخرى يمكن التعامل بها في الحالات التي يتعذر معها نجاح هذا السلاح , وليس أدلَّ على هذا من موقف سمو النائب الثاني – حفظه الله – في غرفة جدة , وما أكَّده من رسوخ وثبات , واعتزاز بالقيم , وهو ما يمكن اعتباره صفعة في وجوه أعداء الأمن بكل أنواعه , وبجميع أشكالهم .
أما ما المتوقع في طريقة التعامل بعد هذه الحادثة , ففي رأيي أنه لن يتغيَّر شيء سوى مزيد من الاحتياط والحذر , أما غير ذلك مما تخوَّفه بعض الفضلاء , فمن عرف حجم ما مرَّت به المملكة العربية السعودية من أزمات وأحداث , تأكد له أن القيادة كالجبال لاتهزها الرياح , لكنها تفيها بنفي النفايات عنها ومن حولها , فكيف إذا انضاف إلى ذلك كله ما عليه الأمير محمد ووالده – حفظهما الله – من خلال وأخلاق تحسدهما عليه الأخلاق ذاتها .

ومضة :

" صنائع المعروف تقي مصارع السوء " , حين صنع الأمير محمد معروفاً , حفظه الله به , فمات الغادر وتشظى , وبقي محمد يروي قصة غدره للناس , وعند الله تجتمع الخصوم .
همسة :
" وربما صحَّت الأبدان بالعلل "
" وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسود "
أرأيت يا محمد كيف أظهر الله حب الناس لك , بلسان حال ذلك الحسود الذي رام السوء لك , ولسان قال من دفعه إلى الخسة واللؤم .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
أبو مالك








التوقيع

مركز تحميل

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:28 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir