السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، إخواني وأخواتي فى الله الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم
أولاً وقبل أي شيء اعلموا إني أحبكم فى الله كثيراً والله عز وجل يشهد على هذا الحب لكم .
تعالوا اخوانى واخواتى فى الله الكرام نستعرض بعض صور ولقطات من حياة أم عمارة الصحابية الجليلة رضوان الله عليها وعلى جميع الصحابة وعلى كل من تبع الهدى النبوي الكريم إلى يوم يبعثون
وتعالوا بنا نتعرف على القصة من أولها لنساير الأحداث عن قرب ومن البداية
لما اشرقت شمس الإسلام على أرض الجزيرة ووجدت قلوباً طاهرة استجابت لدعوة الحق التى جاء بها الحبيب صلى الله علية وسلم من عند ربه عز وجل وبعد بيعة العقبة الأولى أرسل الحبيب صلى الله علية وسلم سفير الدعوة الأول مصعب بن عمير رضى الله عنه الذى نجح نجاحاً باهرا فى نشر الإسلام وجمع الناس عليه بأسلوبه الهادي وأخلاقه العطره وحجته القوية وذكاؤة الشديد فهو الذى تربى بين يدى الحبيب صلى الله علية وسلم وتعلم منه صلى الله علية وسلم فن الدعوة إلى الله وكانت أم عمارة ممن أسلم على يديه فكانت على موعد مع سعادة الدنيا والأخرة .
وفى العام التالى جاء إلى النبي صلى الله علية وسلم ثلاثة وسبعون رجلاً وأمرأتان من أجل أن يبايعوا النبي صلى الله علية وسلم بيعة العقبة الثانية .
فأما المرأتان فهما أم عمارة نسيبة بنت كعب رضى الله عنها وأم منيع أسماء بنت عمرو رضى الله عنها .
وتمت هذة البيعة المباركة وبايعت أم عمارة رسول الله صلى الله علية وسلم فسطرت بذلك على جبين التاريخ صفحة من نور ، وبعدها عادت أم عمارة إلى المدينة وهى تحمل أمانة هذا الدين العظيم وما أن وصلت إلى المدينة حتى قامت لتنشر الإسلام بين النساء فى المدينة وبين أولادها قومها .
وهكذا تكون المسلمة التى تعلم أن الدين لن يصل إلى الكون كله إلا بالبذل والتضحية وحمل الأمانة .
وقد ذكر المؤرخون وكُتَّاب التراجم والسير أن الصحابية الجليلة أم عمارة شهدت عدة مشاهد مع رسول الله صلى الله علية وسلم وهى بيعة العقبة وأُحد والحديبية وخيبر وعمرة القضاء والفتح وحنين وكانت ممن شارك فى حرب المرتدين فى يوم اليمامة والقضاء على مسيلمة الكذاب وأعوانة وفى هذة المشاهد كانت أم عمارة – رضى الله عنها -تسجل المواقف الوضاءة واحداً تلو الأخر وهى أول مقاتلة فى تاريخ الإسلام .
وحتى لا يكون الموضوع طويلاً سأروى مشهدين فقط من مشاهد أُحد يوضحان كيف كانت شجاعة المرأة وإصرارعلى إعلاء كلمة الحق
ولكنى فى البداية أحب أو أوضح شيئاً هاماً وهو أن أم عمارة خرجت لملاقاة المشركين هى وولداها عبدالله وحبيب وزوجها وما أن بدأت المعركة حتى أندفع زوجها وأولادها يجاهدون فى سبيل الله بينما ذهبت أم عمارة تسقى العطش وتضمد الجرحى ولكن ظروف المعركة جعلتها تقبل على محاربة المشركين وتقف وقفة الأبطال تدافع عن رسول الله صلى الله علية وسلم غير هيابة ولا وجلة عندما تفرق الناس من هول ما أصابهم فى ذلك اليوم ، عندها أخذت سيفاً وترساً وققفت بجانب رسول الله صلى الله علية وسلم تقية بنفسها .
و سأنقل لكم نصا من كتاب الرحيق المختوم تأليف صفى الرحمن المباركفورى صفحة رقم 236
و اليكم النص :
و قاتلت أم عماره فأعترضت لأبن قمئة فى أناس من المسلمين فضربها ابن قمئة على عاتقها ضربة تركت جرحا أجوف و ضربت هى ابن قمئة
عدة ضربات بسيفها لكن كانت عليه درعان فنجا و بقيت ام عماره تقاتل حتى اصابها أثنى عشر جرحا 0
انتهى الى هذا الحد النص من الرحيق المختوم 0
و لكى ندرك مدى شجاعة جدتك ام عماره فى هذا الموقف سأسطر لكم سطورا من نفس المصدر صفحة رقم 231 لندرك من يكون ابن قمئة هذا الذى قاتلته أم عماره 0
و اليكم النص :
و جاء فارس عنيد هو عبد الله ابن قمئة فضرب على عاتقه ( أى عاتق الرسول صلى الله عليه و سلم ) بالسيف ضربة عنيفه شكا لأجلها أكثر من شهر
الا انه لم يتمكن من هتك الدرعين ثم ضرب ابن قمئة على وجنتيه صلى الله عليه و سلم ضربة أخرى عنيفة كالأولى حتى دخلت حلقتان من حلق المغفر فى وجنتيه و قال :
خذها (أى الضربة ) و انا ابن قمئة 0
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم له و هو يمسح الدم عن وجهه : أقمأك الله ( أى دعا عليه )0
انتهى الى هذا الحد النص من الرحيق المختوم 0
الغريب فى أمر هذه المراءة الصالحه المجاهدة جدتك ام عماره انها عندما امسكت سيفا لتقاتل به الأعداء حاربت به شخصا يوصف بأنه فارس عنيد
شجاع حاول الأعتداء على الرسول صلى الله عليه و سلم أى انه شخص يملؤه الغل و الحقد على المسلمين و الآسلام و بالتالى سيكون قتاله عنيف جدا و مع كل هذا
تتصدى له جدتك ام عماره نعم هى جدتك اختاه جدتك فى الاسلام يا أختاه
فكرى معى قليلا
كيف كان اصرارها على اعلاء كلمة الحق
كيف كان حبها لله و رسوله صلى الله عليه و سلم و نشر الدين
ان هذا الحدث تم فى غزوة احد و قت ان كان المسلمون مازالوا ضعفاء العالم كله ضدهم
و الله انى اعجب فعلا من شجاعة و اصرار هذه الجده أم عماره
وتعالوا بنا نترك لأم عمارة الحديث لتحدثنا هى عن هذا الدور التاريخي الذى قامت به
كتب أبن سعد فى الطبقات : عن عمارة بن غزية قال : قالت أم عمارة رأيتنى وأنكشف الناس عن رسول الله صلى الله علية وسلم فما بقى إلا فى نفير ما يتمون عشرة ، وأنا وابنائى وزوجي بين يديه نذبُّ ، والناس يمرون به منهزمين ورآنى ولا ترس معى فرأى رجلا موليا و معه ترس
فقال صلى الله عليه و سلم :ألقِ ترسك الى من يقاتل . فألقاه الرجل فأخذتُه فجعلت أترس[ أدافع واتلقى الضربات بالترس ]به عن رسول الله صلى الله علية وسلم وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ولو كانوا رجالة [ أى مترجلين ] مثلنا أصبناهم إن شاء الله ، فيقبل رجل على فرس فيضربني وتَّرست له فلم يصنع شيئاً وولى فأضربُ عرقوب فرسه فوقع على ظهره فجعل النبي صلى الله علية وسلم يصيح :يا ابن أم عمارة ، أمك .
قالت فعاونني عليه حتى أوردتُه شعوب [ الشَعوب اسم من أسماء الموت ]
صلى الله على محمد وسلم تسليماً كثيراً فهو الذى أرسلة ربه عز وجل رحمة للعالمين
وهو فى غمار الحرب وشدة القتال لما رأى أم عمارة فى موقف صعب نادى رسول الله ابنها يعاونها .
وعن عبدالله بن زيد قال جُرحت يومئذ جرحاً وجعل الدم لا يرقأ فقال النبي صلى الله علية وسلم : أعصب جرحك .
فُتقبل أمى إلَّى ومعها عصائب فى حقوها فربطت جرحى والنبي صلى الله علية وسلم واقف فقال : إنهض بنىّ فضارب القوم وجعل يقول : من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة .
فأقبل الذى ضرب أبنى فقال رسول الله صلى الله علية وسلم : هذا ضارب ابنك
قالت : فاعترضت له فأضرب ساقة فبرك .
فرأيت رسول الله صلى الله علية وسلم يبتسم ، حتى رأيت نواجزة وقال : إستعدت يا أم عمارة . ثم اقبلت نَعُّله بالسلاح حتى اتينا على نفسه .
فقال النبي صلى الله علية وسلم : الحمد لله الذى ظفرك [ استعدتِ أي اقتصصت ] ونعلة أى نتابع ضربة بالسلاح
وصدقونى أنا فعلاً لا أجد تعليقاً على هذة العلاقة الرائعة بين رسولنا الذى ارسلة ربنا عز وجل رحمة للعالمين و من يقاتل الى جوارة من الناس رجلا أو نساءا .
وكذلك اليى أختى فى الله يحق لكى أن تفخرى بأم عمارة التى قال لها رسول الله صلى الله علية وسلم : من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة
الى هنا ويقف القلم عاجزاً حائراً اى كلمات تصف أم عمارة ؟؟
سأتوقف وأنتظر رودودكم وتعليقاتكم على الرابط التالى فلا تحرمونا إياها
http://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=10390
دمتم وأهليكم بكل خير
أخوكم
العرض الشجري
