العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-26-2009, 09:11 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

khaledabofaid غير متصل


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 11



رابط الموضوع السابق

http://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=39390


ثالثًا : الرّدُّ على من أنكَرَ الأسماءَ والصّفاتِ ، أو أنكر بعضها :

الذين يُنكرون الأسماءَ والصفاتِ ثلاثة أصناف :

1 - الجهمية : وهم أتباع الجهمِ بن صفوان ، وهؤلاء يُنكرون الأسماء والصفات جميعًا .

2 - المعتزلة : وهم أتباعُ واصل بن عطاء ؛ الذي اعتزل مجلس الحسن البصري ، وهؤلاء يُثبتون الأسماءَ على أنها ألفاظ مُجرَّدة عن المعاني ، وينفون الصفات كلها .

3 - الأشاعرة والماتريدية ومن تبعهم ، وهؤلاء يثبتون الأسماءَ وبعضَ الصِّفات ، وينفون بعضها ، والشُّبهة التي بنوا عليها جميعًا مذاهبهم : هي الفرارُ من تشبيه الله بخلقه بزعمهم ؛ لأن المخلوقين يُسَمَّون ببعضِ تلك الأسماء ، ويوصفون بتلك الصفات ، فيلزمُ من الاشتراك في لفظ الاسم والصفة ومعناهما : الاشتراك في حقيقتهما ، وهذا يَلزمُ منه تشبيه المخلوق بالخالق في نظرهم ، والتزموا حيال ذلك أحد أمرين :

أ - إما تأويلُ نصوص الأسماء والصفات عن ظاهرها ، كتأويل الوجه بالذات ، واليد بالنعمة .

ب - وإما تفويض معاني هذه النصوص إلى الله ، فيقولون : الله أعلم بمراده منها ؛ مع اعتقادهم أنها ليست على ظاهرها .

وأول من عُرفَ عنه إنكار الأسماء والصفات : بعضُ مشركي العرب ، الذين أنزل الله فيهم قوله تعالى : كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ .

وسببُ نزول هذه الآية : أنَّ قريشًا لما سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الرحمن ؛ أنكروا ذلك ، فأنزل الله فيهم : وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ . وذكر ابن جرير أن ذلك كان في صلح الحديبية ؛ حين كتب الكاتبُ في قضية الصلح الذي جرى بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بسم الله الرحمن الرحيم" فقالت قريش : أما الرحمن فلا نَعرفهُ .

وروى ابنُ جرير أيضًا عن ابن عباس : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو ساجدًا يقول : " يا رحمن يا رحيم " فقال المشركون : هذا يَزعمُ أنه يدعو واحدًا ، وهو يدعو مثنى . فأنزل الله : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى .

وقال تعالى في سورة الفرقان : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ .

فهؤلاء المشركون هُم سلف الجهمية ، والمعتزلة والأشاعرة ، وكل من نفى عن الله ما أثبتَهُ لنفسه ، أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من أسماء الله وصفاته . وبئسَ السلف لبئس الخلف .

والرد عليهم من وجوه :

الوجه الأول : أن الله سبحانه وتعالى أثبتَ لنفسه الأسماءَ والصفاتِ ، وأثبتها له رسوله - صلى الله عليه وسلم - فنفيُها عن الله أو نفي بعضِها نفيٌ لما أثبته الله ورسوله ، وهذا محادة لله ورسوله .

الوجه الثاني : أنه لا يلزم من وجود هذه الصفات في المخلوقين ، أو من تسمِّي بعض المخلوقين بشيء من تلك الأسماء المشابهة بين الله وخلقه ، فإن لله سبحانه أسماءً وصفات تخصه ، وللمخلوقين أسماء وصفات تخصهم ، فكما أن لله سبحانه وتعالى ذاتًا لا تشبه ذوات المخلوقين ، فله أسماء وصفات لا تشبه أسماءَ المخلوقين وصفاتهم ، والاشتراك في الاسم والمعنى العام لا يوجب الاشتراك في الحقيقة ، فقد سمَّى الله نفسَهُ عليمًا ، حليمًا ، وسمَّى بعض عباده عليمًا ، فقال : وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ يعني إسحاق ، وسمى آخر حليمًا ، فقال : فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ يعني إسماعيل ، وليسَ العليم كالعليم ، ولا الحليم كالحليم ، وسمَّى نفسه فقال : إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا وسمَّى بعض عباده سميعًا بصيرًا ، فقال : إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ، وليس السميعُ كالسَّميع ولا البصيرُ كالبصير .

وسمَّى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ، وسمَّى بعضَ عباده رؤوفًا رحيمًا ، فقال : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ، وليس الرؤوف كالرؤوف ، ولا الرحيمُ كالرَّحيم .

وكذلك وصف نفسَهُ بصفاتٍ ، ووصَفَ عباده بنظير ذلك ، مثل قوله : وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ فوصف نفسَهُ بالعلم ، ووصف عباده بالعلم ، فقال : وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ، وقال : وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ، وقال : وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ، ووصف نفسه بالقوة فقال : إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ، ووصف عبادهُ بالقوة فقال : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ، إلى غير ذلك .

ومعلومٌ أن أسماء الله وصفاته تخصه وتليق به ، وأسماء المخلوقين تخصهم وتليق بهم ، ولا يلزمُ من الاشتراك في الاسم والمعنى الاشتراك في الحقيقة ؛ وذلك لعدم التماثل بين المُسَمَّيين والموصوفين ، وهذا ظاهر ، والحمد لله .

الوجه الثالث : أنَّ الذي ليس له صفات كمال لا يصلح أن يكون إلهًا ؛ ولهذا قال إبراهيم لأبيه : لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ .

وقال تعالى في الرد على الذين عبدوا العجل : أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا .

الوجه الرابع : أنَّ إثباتَ الصفات كمالٌ ، ونفيها نقص ، فالذي ليس له صفات إما معدومٌ وإما ناقص ، والله تعالى مُنزّه عن ذلك .

الوجه الخامس : أنَّ تأويلَ الصّفاتِ عن ظاهرها لا دليلَ عليه ، فهو باطلٌ ، وتفويض معناها يلزم منه أن الله خاطبنا في القرآن بما لا نفهم معناه ، وأمرنا بتدبر القرآن كله ، فكيفَ يأمرنا بتدبر ما لا يُفهم معناه ؟

فتبين من هذا أنه لا بد من إثبات أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله ، مع نفي مشابهة المخلوقين ، كما قال تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .

فنفى عن نفسه مُماثلة الأشياء ، وأثبت له السمع والبصر ، فدل على أن إثبات الصفات لا يلزم منه التشبيه ، وعلى وجوب إثبات الصفات مع نفي المشابهة ، وهذا معنى قول أهل السنة والجماعة في النفي والإثبات في الأسماء والصفات : إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل .






رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir