بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم رحمتك نرجوا ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،
وأصلح لنا شأننا كله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أما بعد:
الجزء الرابع من موضوع - الخدم
الخدم وتربية الأطفال
تابع للجزء الثالث من موضوع _ الخدم
من كان منكم متخذاً خادماً فليعلم أنّ عليه مراعاة أمور هامة:
الثاني:
عدم الركون إلى الخدم في تربية الأطفال ، وكثرة محاكاتهم ،
ويزداد الأمر تأكيداً إن كانو غير مسلمين،لأن من الأمور المسلمة أن كثرة المحاكاة
تحدث مشاكلة في الطباع،
ومن هنا يقع التأثر والتأثير في بني آدم،
بل إن الآدمي إذا عاشر نوعاً من الحيوان اكتسب بعض أخلاقه ، فتجد الجمّالين
والبغّالين فيهم أخلاق مذمومة من أخلاق الجمال والبغال،
و نجد الحيوان الإنسي فيه بعض أخلاق الناس، بسبب المؤالفة وقلة النفرة،
وقديــــماً قيــل : الطيور على أشكالها تقع.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وقد رأينا اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين هم أقل كفراً من غيرهم،
كما رأينا المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى هم أقل إيماناً من
غيرهم ممن جرّد الإسلام.
كل ذلك سبب في التأثير على الطفل ، فضلاً عن كون صحة الطفل النفسية والدينية
ناتجة عن تفرغ الأم لطفلها ، وعدم إسلامه للأجنبي عنها،
ألا إن ترك الطفل الساعات الطوال مع الخدم لايضمن تمتعه بالرعاية الدافئة التي يحتاجها
كل حين، وثمّ دراسات نفسية كثيرة نشرت برامجها عبر جهات أكاديمية وأخرى تطبيقيةكما يقال كلها تتفق على أن جُلَّ الأطفال والصغار من ذوي المشاكل النفسية هم الذين
عانوا حرماناً عاطفياً كبيراً في طفولتهم المبكرة بسبب غياب أمهاتهم عنهم ، وإسلامهم إلى الخدم.
ألا ترون حفظكم الله ورعاكم كيف تكون حال الطفل إذا غابت عنه أمه؟
ماذا يحدث عندما يشاهدها بعد فترة غيابها ،
إنه يُشد إليها بقوة ،
فحين تندفع إليه لترضعه يلتقمها بلهفة ، ويحاول أخذ حاجته بلهفة، ولربما خانته حاسة
البلع فشرق وغص، مع ما يصاحب ذلك من نظرات شذراء إلى أمه، تدل على الشره واللوم،
دون استطاعة عن تعبير ذلك باللسان ،
فماذا عسى الخادم أن تفعل،
إن قلبها ليس كقلب الأم ، وحنانها ليس كحنان الأم،
ولا غرو إذ ليست النائحة المستأجرة كالمرأة الثكلى
انتهى الجزء الرابع من موضوع_ الخدم