بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم رحمتك نرجوا ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،
وأصلح لنا شأننا كله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أما بعد:
الجزء السادس من موضوع - الخدم
إن أول ما ينبغي أن يذكر به أن الله سبحانه قد منَّ الله على أمة الإسلام ،
فجعلها تابعة لامتبوعة ، وأنه لم ولن يجعلها لقمة سائغة لتسلط أهل الكفر في الجملة،
وذلك يظهر بوضوح لما نرمي إليه من خلال سماع قول النبي صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد في مسنده حيث قال صلى الله عليه وسلم:
(( سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ، ينزلون على أبواب المساجد،
نساؤهم كاسيات عاريات ، على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف إلعنوهن فإنهن ملعونات،
لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم ، كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم )).
إذاً لقد رحم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن لم يكن أمة أخرى وراءهم ، يكون
نساء المسلمين خدماً لهم ، كما صاروا خدماً لنا عبر التأريخ.
لقد كان الخدم فيما مضى هم المملوكين لمن يخدمونهم ، وذلك بسبب الحروب الناشبة بين
أهل الكفر وأهل الإسلام ، وبقاء راية الجهاد في سبيل الله تُطاوِلُ الزمان شامخة ،
وفي عصرنا الحاضر قلّ الرقيق واضمحل أمره إلى درجة لا تكاد تذكر في العيان ،
وصار الخدم كلهم من الأحرار.
ولو فرزنا حقوق المملوكين التي أوجبها الإسلام على الأسياد ، ورأينا مالهم من حقوق
وواجبات ، وما عليهم من مثلها ، مما لم يحصل لكثير من الأحرار اليوم
لعلمنا سحق الهوة ، وعمق الجرح الذي يعيشه كثير من المسلمين اليوم ، ولحلت عبارة
الرجل المسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه حينما قال :
متى استعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .
إن استغناء المرء بنفسه ، وتوكله على الله ، وعدم سؤال الأخرين من خدم وغيرهم
مزية قلّ أن توجد في أوساطنا فإلى الله المشتكى .
يقول أحد الصحابة فيما رواه مسلم في صحيحه :
(( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا نسأل الناس شيئاً ، حتى إن أحدنا
ليسقط سوطه في الأرض ، مايقول لأحدٍ ناولنيه )).
انتهى الجزء الجزء السادس من موضوع - الخدم