كثيرا ما تتمنى النساء ان يحققن السعادة في بيوتهن وإقامة أسرة متوازنة تسودها المحبة المتبادلة، الا ان هذا الأمر لا يمكن ان يتحقق عندما ترغب المرأة في ان تقيم هذه السعادة بمقاييسها وحدها وقوانينها التي قررت هي ان تضعها من دون ان تعطي الآخرين مساحات من الحرية في التعبير عن الرأي وطرح الأفكار وتلبية رغباتهم التي تحقق لهم السعادة في حدود ما هو مسموح.
فلكل انسان في هذا العالم رغبات وأحلام يتمناها ويشعر بالسعادة عندما يحقق جزءا منها، لذا على المرأة ألا تستبد برأيها وتفرض ما تريده بأنانية عالية لمجرد انها تريد ذلك. فإن ارادت الخروج للتنزه مع اسرتها تفرض عليهم المكان والزمان مرة ومرتين ومائة مرة، من دون ان تحقق رغبتهم في الاختيار، ولو لمرة واحدة. حتى في متابعة برنامج أو مسلسل تلفزيوني تفرض ما تريده بحجة انها لا تحب هذا المذيع أو الفنان، وبذلك تصبح السعادة التي تبتغيها سعادتها هي وحدها تجبرهم عليها وكأنها دواء مر عليهم ان يتجرعوه ليصبحوا أفضل.
اما هم فيرتضون هذه السعادة الجبرية لأنهم يحبونها ولا يرغبون ازعاجها أو اغضابها لتعيش هي السعادة وهم يتجرعون الملل بملعقة انانيتها واستبدادها لأنها تعرف انهم يحبونها.
القبس