العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-15-2013, 07:39 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

إدارية

 
الصورة الرمزية ذوق الحنان
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

ذوق الحنان متصل الآن


عذاب القبر حق ولكن

عذاب القبر حق ولكن


يتبادل الشباب عبر تقنية البلوتوث في أجهزتهم النقالة مقطعا مصورا مأخوذا عن شبكة الإنترنت حول أصوات يزعم أنها أصوات معذبين في القبور، وكان ظهر في الآونة الأخيرة شريط ذاعت شهرته، وانتشر بيعه وسماعه، عنوانه/حياة البرزخ للدكتور عبد المجيد الزنداني المحترم، أحد علماء اليمن، تدور قصة الشريط حول فريق روسي قام بإجراء حفريات في سيبيريا في العام 1988-1989م، وقد سجل الفريق ذبذبات على أعماق بعيدة تحت سطح الأرض، وقد تم تحويل هذه الذبذبات إلى أصوات مسموعة، فإذا بها أصوات بشرية، وقد بثت هذه الأصوات عبر محطة إذاعة أميركية، وكتبت الفكرة عبر شبكة المعلومات العالمية internet ، ثم بثت الأفكار ثانية في العام المنصرم دون الأصوات، وهو العام الذي سجل فيه شريط الدكتور ، وقد اعتبر الدكتور الأصوات أصوات بشر يعذبون في باطن الأرض حيث المكان الذي تحشر فيه أرواح الكفار، وقد شجع بعض المشايخ في نابلس، سماع هذا الشريط لأجل ردع الناس عن المعاصي وتخويفهم، ومحاولة لإثبات عذاب القبر بالدليل المادي، فأقول وبالله التوفيق:


أولاً: إن الإيمان بعذاب القبر ونعيمه جزء من عقيدتنا -عقيدة أهل السنة والجماعة – وهو ثابت بأدلة من القرآن والسنة، والعذاب يشمل الكفار وعصاة المؤمنين، منها قوله تعالى? إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون?الأنعام 93.


والمراد أن الملائكة تضرب الكفار في سكرات الموت وكرباته حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم كما جاء في تفسير ابن كثير. وقوله تعالى? سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم? التوبة 101، قال علماء التفسير : معنى قوله تعالى: سنعذبهم مرتين " أي في الدنيا وفي القبر، وفي الآخرة يردون إلى عذاب عظيم، وقال تعالى ? وحاق بآل فرعون سوء العذاب* النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب? غافر 45-46. قال ابن كثير: هذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور وهي قوله تعالى ? النار يعرضون عليها غدواً وعشياً?.وقال تعالى? كلا إن كتاب الفجار لفي سجين ?المطففين 7،


وهو موضع أرواح الكفار تحت الأرض السابعة في باطن الأرض، وقوله تعالى عن قوم نوح ? مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً?نوح 25. فالتعقيب بالفاء لدخول النار على الإغراق يشعر بالفورية، أي ادخلوا نار البرزخ والقبر والله أعلم.


ومن السنة أحاديث كثيرة تصل إلى حد التواتر المعنوي منها ما روته أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: "قام رسول الله ? خطيباً فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة" رواه البخاري. وعنده أن عائشة ذكرت للنبي ? عذاب القبر لما سمعته من يهودية فقال: نعم عذاب القبر، قالت عائشة: فما رأيت رسول الله ? بعدُ صلّى صلاة إلا تعوّذ من عذاب القبر" زاد غندر: "عذاب القبر حق".


وروى البخاري ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري ? قال: خرج رسول الله ? بعد ما غربت الشمس فسمع صوتاً، فقال:" يهود تعذب في قبورها". وأحاديث الاستعاذة من عذاب القبر وفتنته كثيرة وصحيحة.


ثانياً: إن عذاب القبر مسألة غيبية نقف فيها عند نصوص الكتاب و السنة، وهذه النصوص تدل على أن صوت العذاب لا يمكن سماعه مباشرة أو بوسيلة متطورة، والدليل على ذلك أحاديث منها:


1- روى البخاري في كتاب الدعوات برقم 6366 عن عائشة قالت: دخلت عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قُبُرهم، فكذبتهما ولم أنعم أن أصدّقهما. فخرجتا، ودخل علي النبي ? فقلت يا رسول الله: إن عجوزين.. وذكرت له، فقال صدقتا، إنهم يعذبون عذاباً تسمعه البهائم كلها فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر. وقد أخرجه مسلم من وجه آخر برقم586 كتاب المساجد.





2- روى مسلم عن زيد بن ثابت قال:" بينما النبي ? في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به -أي مالت – فكادت تلقيه وإذا أُقبُُُرٌٌ من ستة أو خمسة أو أربعة قال: كذا كان الجُريري يقول: فقال: من يعرف أصحاب هذه الأُقبر فقال رجل: أنا، قال: متى مات هؤلاء قال: ماتوا في الإشراك فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا ألا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه" رواه مسلم في كتاب الجنة برقم 2867.


3- وعند مسلم برقم 2868 عن أنس ? أن النبي ? قال: "لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر" قال ابن أبي العز في العقيدة الطحاوية ص 401: وإذا شاء الله أن يطلع على ذلك بعض عباده أطلعه وغيبه عن غيره، ولو أطلع الله على ذلك العباد كلهم لزالت حكمة التكليف والإيمان بالغيب، ولما تدافن الناس كما في الصحيح عنه ?" لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع…" ولمّا كانت هذه الحكمة منفية في حق البهائم سمعته وأدركته".


4- ر وى الإمام أحمد عن البراء بن عازب ? عن رسول الله ? في مصير العباد وأحوالهم في القبور قوله:"" ثم يعيده الله عز وجل كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شئ إلا الثقلين" تفسير ابن كثير. وروى أحمد عن أبي سعيد نحوه فقال: يقال للكافر : هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذا كفرت فإن الله عز وجل قد أبدلك به هذا فيفتح له باباً إلى النار ثم يقمع قمعة بالمطراق فيصيح صيحة يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين، قال ابن كثير في تفسيره: وهذا إسناد لا بأس به


5- روى البخاري في الجنائز برقم 1316 عن أبي سعيد الخدري ? قال: كان النبي ? يقول:" إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإذا كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها! أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شئ إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصَعِق".


وفي فتح الباري لابن حجر في تفسير قوله :لصعق : أي لغشي عليه من شدة ما يسمعه أو لمات، الحديث ذكر الإنسان، وفي حديث سؤال القبر" يضربه الملك ضربة فيصعق صعقة يسمعه كل شيء إلا الثقلين" فأما صعقة الإنسان من كلام الميت المحمول فلأنه لم يألف سماع الميت، وأما الصيحة التي يصيحها المضروب في القبر فإنها غير مألوفة للجن والإنس معاً لأن سببها عذاب الله ولا شيء أشد منه على كل مكلف فاشترك فيه الجن والإنس.


فهذه الأحاديث تؤكد أن عذاب القبر لا يسمعه الجن والإنس، وإنما تسمعه البهائم، وقد أسمعه الله لرسوله الذي أبى أن يدعو الله أن يسمعنا إياه لئلا نترك دفن الأموات ففعل ذلك رحمة بنا . وإن في تغييبه عنا امتحاناً لإيماننا واختباراً لتكليفنا. وقد قال القرطبي في التذكرة ص 150: قال علماؤنا: وإنما حادت البغلة لما سمعت من صوت المعذبين، وإنما لم يسمعه من يعقل من الجن والإنس لقوله ? "لولا ألا تدافنوا …." الحديث . فكتمه الله سبحانه عنا حتى نتدافن بحكمته الإلهية ولطائفه الربانية، لغلبة الخوف عند سماعه، فلا نقدر على القرب من القبر للدفن أو يهلك الحي عند سماعه، إذ لا يطاق سماع شيء من عذاب الله في هذه الدار ، لضعف هذه القوى، ألا ترى أنه إذا سمع الناس صعقة الرعد القاصف أو الزلازل الهائلة هلك كثير من الناس وأين صعقة الرعد من صيحة الذي تضربه الملائكة بمطارق الحديد التي يسمعها كل من يليه؟ وقد قال النبي ? في الجنازة" لو سمعها إنسان لصعق" قلت: هذا وهو على رؤوس الرجال من غير ضرب ولا هوان فكيف إذا حل به الخزي والنكال واشتد عليه العذاب والوبال؟


ثالثاً: إن هذا الصوت المسموع في الشريط، وقد تم تحويله إلى ذلك عبر جهاز حَوّل الذبذبات المسموعة إلى صوت أمر مشكوك فيه، ولا يقاس على التلفاز لأن الصورة والصوت المبثوثة في التلفاز وإن لم تكن في الجو صوتاً وصورة إلا أن أصلها صوت وصورة بثت وأرسلت عبر الجو واستقبلها التلفاز، وليس كذلك هنا ، وينبغي أن يُعلَم أن الدكتور صاحب باع طويل في العلم وتفسير القرآن وإعجازه، ولا نشكك فيه هنا، إلا أنني أدعو إخواني طلاب العلم إلى عدم بث هذا الشريط لمعارضته لما ذكرت من الأدلة ولما له من آثار سلبية في إدخال الرعب على المسلمين، ويمكن الاستدلال بما صح من السنة وما جاء في الكتاب عن البرزخ والجنة والنار لترهيب العصاة من العذاب وترغيبهم في جنة النعيم كما أدعو إلى سحب الشريط من السوق وعدم نشره أخذاً بقول النبي ? في الصحيح " الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".

والله أعلم بالصواب.
منقول







رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir