العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى ضفاف حره
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-25-2011, 07:41 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

مراقب عام

 
الصورة الرمزية امير السعوديه
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

امير السعوديه غير متصل


مقال اعجبني

يحُكى أن ملكاً من ملوك حمير كان ظالماً ، يغصب الناس أموالهم و يسلب ما في أيديهم ، فقالت له امرأته : إني لأرحم هؤلاء الناس لما يلقون من الجَهد ، ونحن في العيش الرغد ، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سباعاً ، وقد كانوا لنا أتباعاً . فرد عليها بقوله : ( جوِّع كلبك يتبعك ) .فلبث بذلك زماناً ، ثم أغزاهم فغنموا ولم يقسم فيهم شيئاً ، فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه وهو أميرهم : قد ترى ما نحن فيه من الجَهد ، ونحن نكره خروج المُلك منكم إلى غيركم ، فساعدنا على قتل أخيك ،واجلس مكانه . فأجابهم إلى ذلك ، فوثبوا عليه فقتلوه .فمر به عامر بن جذيمة و هو مقتول و قد سمع بقوله ( جوِّع كلبك يتبعك ) فقال : ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه ، فأرسلها مثلاً …
الأجيال اللاحقة تزودها الأجيال السابقة بنتائج خبرة الماضي،فما كان مفيداً تنقله وما كان ضاراً تستبعده ، فلا أدري أي فائدة نجنيها من هذا المثل،ولا أعلم إن كان الاستبداد والظلم شائعاً قبل هذا المَلك أم أن عصره كان إيذاناً بميلاد عصر الطغاة ، فهناك الكثير من القتلة الذين كنا نعرفهم قبل هذا العصر وما كان يدفعهم لقتل الناس سوى تثبيت الملك لأحد ، أو انتزاعه من أحد ، وقلما جمعوا بين إذلال الناس وإبادتهم في نفس الوقت ، ثم إنه من الغباء الذي ليس بعده غباء أن يُنتهج هذا النهج في إدارة الدولة وتثبيت الملك ، فعلى ما يبدو أن الذي بلغه قول الملك : ( جوِّع كلبك يتبعك ) لم يبلغه قول عامر بن جذيمة ( ربما أكل الكلب مؤدبه )،لذلك سارع في إشاعة هذا المثل حتى صار مما سارت به الركبان . والغريب أن التراث المنقول إلينا من الحكم والأمثال وغيرها لم يقم أحد بتنقيته ، واستبعاد مثل هذا المثل الذي صار يمثِّل إلهاماً للكثير من الرؤساء، وما زال مادةً صالحة لتحويلهم إلى طغاة ينتشون فترة ؛حتى إذا أحسوا بالعظمة والاستعلاء، ووصلوا إلى أقصى ما يمكنهم الوصول إليه من الطغيان والظلم والتجبر بدأوا بالانهيار والتهاوي إلى القاع ،ليكون التاريخ جاهزاً لأن يدرجهم في صفحاته المظلمة أو يرسلهم إلى مزبلته ، فهاهو يستعد الآن لاستقبال واحد من أعظم الطغاة وأحقرهم،قد منَّ الله عليه ببلد من أكثر البلدان إنتاجاً للنفط والغاز الطبيعي فاستأثر به وحاشيته وحرم الشعب منه ، ولما طالبه الشعب بالإصلاح رفض زاعماً أن الديموقراطية ستشوه إرادة الشعب – وهل أحد سلب إرادة الشعب غيره؟! -، و بحث الشباب عن العمل فوجدوا أبوابه مغلقة ،ثم رجاه الناس دعم السلع الأساسية فدعم حبوب الهلوسة ، أرادوا دخلاً يتناسب مع مركزهم المالي وقوتهم الاقتصادية فأعطاهم الفُتات ، سألوه سكناً فوفر لهم الأحواش و مساكن الصفيح، قالوا له إن الشعب لا يجد ما يأكله فقال جوِّع كلبك يتبعك ) ، فلما حُرم الشعب من الحياة التي يريدها ويؤمن بها ،لم يجد خياراً إلا أن يكون خارجاً على معمر القذافي،حتى إذا استقبل الشعب خطابه بالأحذية و أدركه الهلاك ، قدم كل شيء بعد أن كان رافضاً لأي شيء ، فقال له الشعب : (الآن وقد عصيت قبل و كنت من المفسدين )، فما زال يبحث عن قشَّات يتعلق بها و لو كانت مرتزقة يقتِّل بها شعبه،أو طائرات يدك بها الأطفال والنساء ،و يأبى الطاغية القذافي إلا أن يدخل التاريخ كأحقر ما يدخل الطغاة،ليكون لمن خلفه آية ، وكذلك نهاية الظالمين







التوقيع

 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir