لم يبرح مكانه !
ولكنه دائما يفقد كل ما حوله
حتى استيقن الأمر الذي حاول أن يتجاهله كل هذه السنين
ولو تحدثت إليه لما أفصح
فمشاعره تظل دوما مكتومه
لا يخشى الإفصاح
وإنما يحاول أن يخدع الحياة بأنه لا يبدي اهتماما
لانها في كل مرة تسلبه
وتتركه يعايش ألما مكتوما وقدرا محتوما
هكذا الحال عندما تكون الحياة أشد إيلاما
فكيف له أن يعيش بقلبه هذا ؟
تباعدت دقاته وضعف نشاطه
حتى أصبح كالآلة القديمة التي
قد تتوقف عن العمل
أنهكته الليالي
ساهرا يندب حظا عاثرا
أودى بحياته إلى اليأس
وقليلا من الأمل الذي يغتاله الغروب
بمضي يوم آخر وحاله لم تتحسن
أتظنه يعيش ؟
لا ... وقد تكالبت عليه هموم أخفاها بابتسامه
حتى أرهق نفسه بخداعها
أو لو عاد الزمان !
لكان غير من مجرى حياته
ولم يضع نفسه في هذا المكان
الذي هرم فيه قبل أن يصل الثلاثين
ولكنه دائما يختم أوجاعه بقوله
" قدر الله وما شاء فعل "