العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى ضفاف حره
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-19-2013, 11:29 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية وليد الطواله
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

وليد الطواله غير متصل


عبد الله فندي سكنت في أفئدتنا أكثر من غيرك

عبد الله فندي وموسى عليه السلام


حين نكون مع الناس فإننا نتسلى مع الناس .. وحين نختلي بأنفسنا فإنه ينزل طيف أبو أحمد ضيفا علينا .. فتهيج المشاعر وتتلاطم أمواجها .. سبحان الله ما أعظم صلة الدم .. يتحرك فيك كل شيء من أجل أبناء عمومتك وإن كنت في أقصى الأرض .. بل وإن كانوا بعيدون قريبون في السجن. ولا تتحرك الحميّة في المسلم الباحث عن الإيمان في الباطل .. ولذلك لن أسطّر باطلا إن شاء الله .. فقد أحببت أن أكتب للحق ومن أجل الحق .. كيف لا وأنا أقرأ كلام الله عز وجل في قوله عز وجل :
" ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا "

أبى قلمي إلا يناله بعضا من عبق عطر سيرة أبو أحمد الطيبة والخالدة .. إنه بذلك يرمي هموم القضايا وينفض غبارها وكأن أبو أحمد قد شحنه بالحياة لينطلق بحرية التعبير بعيدا عن قيود النظريات والأرقام والحسابات .. انطلق ليكتب شعرا ونثرا, مستمدا ذلك من العاطفة الجياشة التي ألهبت ابن عم مكلوم .. وحق لي ولقلمي أن نكتب .. فنحن ننهل من سيرة بطل عظيم وفارس مغوار .. نزل بساحة الموت وما تزعزع وما سقط وما هوى .. حتى حين ودع الدنيا ظل جسده شامخا ثابتا ولم يسقط .. أبى جسده السقوط .. وكأنه يقول : لا يسقط الشجر المثمر وإن مات .. فإن يبست عروقه ومات ثمره فإنه لا يموت ظله.

يعيش الإنسان حين ينضج عقله ويقوى عزمه سنوات طوال وعقودا عدة باحثا عن أمجاد تخلده ويذكره بها التاريخ .. هذا ما يحلم به كل انسان. كم من مليارات البشر ماتوا وما عرفهم احد .. وما كان لهم شأن ولا تلد .. إن طلوع سلم المجد صعب ومرهق ومكلف, ولكن من أعجب العجب أن يسجن شاب في عمر الزهور ثلاثون عاما ليشيخ في السجن ويخرج .. لا للدنيا ليعطى الفرصة تلك .. وإنما لأنه جاءه الزائر الذي لا يرد حتى يأخذه ويرحل به بعيدا عن الدنيا .. ورغم ان الوقت سويعات قليلة لا تكفي لتوديع أحد .. إلا أنه حقق السمعة والشهرة وكل أطراف المجد .. حتى أننا نتشرف ونرفع رؤوسنا ونحن نقول نحن أبناء عمومته .. رحل وما رحل ذكره ومات وما مات عمله .. إنه ذو شأن عظيم .. فشهداء الله في أرضه يتسابقون من أجل عمل الصالحات من أجله .. لقد أنزل الله عز وجل له الحب والقبول في الأرض, وقد علمنا صلى الله عليه وسلم أنه من كان كذلك فقد رُزق القبول في السماوات وعند رب السماوات.

حين كان موسى عليه السلام مع ذلك الرجل الذي آتاه الله من لدنه علما .. أقام جدارا يريد ان ينقض, فقال له موسى عليه السلام لو شئت لاتخذت عليه أجرا .. لأنه عليه السلام كان رافضا مساعدة أهل تلك القرية بلا مقابل, وذلك بعد أن رفضوا أن يطعمان نبي الله عليه السلام وصاحبه, ولكن الرجل قال لموسى عليه السلام : إنه لغلامين يتيمين في المدينة وأراد أن يقيمه حتى لا ينهد ويخرج الكنز الذي فيه فيأخذه أهل القرية, بل أراد الله عز وجل أن يكبر الغلامان ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك. ولم تنزل الرحمة على الغلامين لأنهما صالحين ولكن العجيب أنها نزلت عليهما
لأن أبوهما كان صالحا
وببركة صلاحه حفظ الله عز وجل له ذريته
وفي ليلة الثلاثاء تحدث أبو أحمد رحمه الله تعالى إلى أبناءه وأخذ يوصيهم ومن ضمن ما تكلم به أنه
قال : ولا تنسون المقاول
وما عرف أن الله عز وجل قد كفل منزل أبنائه بمجرد رحيله .. وما عرف أن الله عز وجل قد فتح الرزق من أوسع أبوابه لأبنائه بمجرد أن يرحل.
هكذا أرى بعيني ما يحدث اليوم .. نعم مات أبو أحمد ولم تحصل له فرصة أن يوفر لأبناءه شيئا .. ولكن صلاحه وفر بأمر الله لأبناءه كل شيء .. فانهالت على أبناءه الهبات والأعطيات, حصلوا على المنزل والمال والسيارة .. إضافة إلى أنهم كسبوا تعاطف كل من عرف أباهم أو سمع به رحمه الله .. وهذا كله بفضل الله عز وجل. كان أبوهم صالحا مصلحا فأصلح الله عز وجل سمعته وشأن أبناءه.

جاءت عجوز للعزاء وهي تدعوا له وتقول : أن الله عز وجل أصلح ابنها العاق المدمن بسبب أنه دخل السجن مع أبو أحمد, بل وأصبح إماما لأحد المساجد .. وليس هو وحده من أصلحه الله على يدي أبو أحمد .. بل كثرٌ هم الذين حفظوا شيئا من القرآن واهتدوا بسبب أبو أحمد .. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.



في كل عام أو عامين نفقد قريب .. فنحزن ولكننا لا نحزن كما حزنا على فراقك .. فقد آلمتنا طريقة رحيلك يا أبا أحمد .. فسكنت في أفئدتنا أكثر من غيرك .. وما لنا من عزاء إلا أنك حللت ضيفا على من علمك وأبوك وأجدادك فنون الكرم والعطاء .. فإن كنت من أحفاد معشي الذيب وحاتم الطائي .. فإنك قد نزلت ضيفا على خالقهم وخالق الكرم كله .. نزلت بباب الجواد الكريم .. فهنيئا لك بكرم خالق الكرم إن شاء الله .. وإلى فسح رياض الجنة إن شاء الله


للكاتب
محمد المسمار







رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir